ليسوا أهلا لوساطات الرجال

Photo

ليسوا أهلا لوساطات الرجال، وليسوا في مستوى المرحلة بتفويضها الشعبي الموجَّه ولا أهلاً لمواجهة التحديات الداخلية الملحّة والمخاطر الإقليمية على الحدود…

أصحاب الورع السياسي الكاذب لا يملكون قرارهم...سنسمّي مستقبلا...ولا أمل في أن يتخلّص أوّلهم من نكوصيّة مستحكمة خبرناها في رهانات سابقة، ولا إمكانية لأن يغادر ثانيهم تذيّلاً مركوزا عُرِف به في الحركة الطلابية مرورا بمحاضرات أكاديمية التجمع ووصولًا إلى مجلس نواب الشعب…

اِمرح يوسف الشاهد في الداخل وعيّن من شئت من أزلامهم وحوارييك في تضاعيف الإدارة، فتشكيل الحكومة مازال بعيدا، وسامية وعبير تكفيانك إزعاج رئيس مجلس نواب الشعب المذموم وتمنعانه من تقليدك في التعيينات…

عرْبِد حفتر البائس على الحدود مادام لك حفتريش في انتقالنا الديمقراطي يفضّلون حكما فاشيا بقيادتك على ديمقراطيّة يتداولون فيها على المسؤولية مع منافسيهم من بني جلدتهم.

معنى جديد لجيل مطبوع..

المبادرة التي أطلقها حبيب وجوهر "معنى جديد" في مشهدنا الذي لم يعرف جديدا بعد الانتخابات.

ـ معنى جديد عن نخبة تمّ ربطها بالنكبة، ولهذا الحكم ما يبرّره رغم ما فيه من شطط. وفي كلّ الأحوال النخبة هي التي تصنع السياسة وتوجّهها في هذا الاتجاه أو ذاك، أمّا الشعب فهو موضوع لها أو فكرة يُلجأ إليها لسبب من الأسباب.

ـ معنى جديد للإعلامي العضوي الباني مقابل للإعلامي العضوي الهادم الذي كرّهنا في الإعلام.

ـ معنى جديد في أنّ المبادرة قد تثمر، وأنّ الجهد البسيط قد يثمر، وقد يوجّه مسار بلد بأكمله.

ـ معنى جديد في أنّ المشترك المرحلي (لقاء الحبيب وجوهر) قد يبنى مشتركا بعيد المدى. فلا استهانة بما يجمع وإن قلّ...وأنّ هذا المشترك كان ممكنا قبل الثورة وبعدها وفي منعرجات مهمّة...ولو على معنى بسيط...ولكم أن تتخيّلوا أثره لو كان...ولكن ليس بالإمكان أبدع ممّا كان، وما كان لِماَ نَضَجَ أن ينضُج لولا الحريّة المعمّدة... وهي التي تختزن معاني جميلة قادمة إذا بقي سقفها مرفوعا...

ـ معنى جديد (بالنسبة إليّ قديم) عن "جيل مطبوع" نشأ في الحركة الطلابيّة ومنها بدأت مسيرته...وإن كان الحبيب وجوهر ليسا من نفس الجيل، ولكنّ السمات واحدة، هو جيل مسلّح بتسيّس مسدَّد وعلى ثقة بالفكر والحريّة وبأمل في البناء...والتسيّس ليس التحزّب، ولا احتراف السياسة، التسيّس إدراك علاقات الأشياء والظواهر والقدرة على تبيّن جانب من مآلاتها، وإن شئت فالتسيّس هو القدرة على تبيّن الكلّي في الجزئي وألاّ يحجب الكلّي عنّا أجزاءَه.

فالمرء مهما بلغ تحصيله وعلمه إذا خلا من "التسيّس" فهو كأيفون 10 بلا Puce..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات