مقاومة الفساد مشترك وطني و ليست فزاعة استقطاب .

Photo

حتى لا يقع الصادقون في الفخ .. قيس سعيد رئيس من اجل مشروع وطني جامع لا امير حرب في لجنة تطهير فاشي ....

الايام القليلة الماضية و الى حدود الساعة حولت هذا الفضاء بتدبير خفي و مؤامرة خبيثة الى مسرح لتفريغ غرائز انتقام و بث اجواء حربية تتنكر احيانا بلبوس الثورة و الاصلاح لإظهار احالة القضاء لعدد من ملفات الفساد و كأنها نتيجة موجة " ثوروية " في اعقاب سقوط لطغمة حاكمة و استيلاء جماعة راديكالية على الحكم .

يتم بنوايا طيبة لبعض الصادقين من السذج اظهار الرئيس الجديد في صورة " بول بوت " او قائد " ثوري " يستلم الحكم على اعناق جماهير مهسترة تلقي بحمم نيرانها على الجميع في تخميرة راديكالية تنشر رعب " الثورات التقليدية العنيفة " و تستهدف فيها " طائفة طهريين " كل " الملوثين " الذين قررت " المحاكم الشعبية " تعليقهم على اسوار المدن .

في المقابل يبدو الرئيس قيس سعيد رجل دولة دوستوراني يلتقي بكل الاحزاب التي افرزها الصندوق و يلتقي قيادات المنظمات الوطنية و الفاعلين السياسيين بل يودع بشكل حضاري الديوان السابق لسلفه في قرطاج مؤكدا على البعد الاصلاحي لتصوره الذي يبحث له عن مشتركات وطنية مع كل الفاعلين باعتبار التقاء الجميع بلا استثناء بمن فيهم من نعتبرهم مشتقات للنظام القديم قبل ثورة 2011 على حاجة تونس الحبيبة الى كل ابنائها بجميع حساسياتهم و فعالياتهم من اجل مشروع وطني جامع قوامه بناء منظومة جديدة اكثر حصانة تجاه الفساد و سوء التصرف و اكثر التزاما بقواعد الحوكمة الرشيدة من اجل دفع مناخات العمل و التضحية و التنمية الوطنية التي يحتاجها شعب يدفع نخبه و طبقته السياسية الى وحدة وطنية واسعة تعمل على المشترك و توسع قاعدة التوافق على مبادئ واضحة و ناجعة بقطع النظر عن اختلافاتهم الجزئية بما يحفظ بلادنا و يقوي مناعتها في عالم متقلب يدفع فيه اعداء الشعوب الى الاحتراب و اشاعة الفراغ السياسي بكل الوسائل بما فيها عبر " شعارات ثوروية " تقوم على مقولات الشعب يريد " اسقاط كل شيء " .

مناخات الاخبار التي تتسلى بإشاعات ايقاف هذا و ملاحقة ذاك ممن قررت " قوى شحن خفية " انهم فاسدون في مكان القضاء من اشخاص و منظمات مع ما يرافق ذلك من هتك للأعراض و تنمية لغرائز الانتقام ..هي مناخات يقع في فخها صادقون و لكن صانعيها هم مخططون جيدون يريدون توسيع قاعدة " المتضررين الممكنين " من كل اصلاح في اتجاه تحشيد و توحيد جبهة المعادين و الخائفين من الرئيس الجديد لإعادة استقطابات و اجواء 2012 و ما بعدها .

ليس الامر إلا خطة خبيثة يلجأ اليها فسدة كبار لتقوية جبهة المرعوبين من هذا التغيير الشعبي اللافت الذي تم بالانتخاب بما يسهل ضرب كل مسار للإصلاح لا يستطيع ان يستمر الا في اجواء الاستقرار و الثقة في القانون و حفظ الدولة و توسيع قاعدة الوحدة الوطنية بين كل الفرقاء قديم و جديد ..يسار و يمين و وسط ..على المشروع الجامع الذي جسدته مبادئ دستور 2014 و امال الثورة و الانتقال الديمقراطي التي يأمن كل من دخل تحت سقفها و اقتنع بقيمها البناءة لا الهدامة .

اذا كان من دور لساكن قرطاج الجديد و اذا كان من دعم صادق له فلن يكون باظهاره " جلادا ثوريا " يجتمع في مواجهته " شقوق الخائفين الرافضين للاصلاح " بل في ان يظهر حارسا للدولة و الوحدة الوطنية ليقوم القضاء بدوره مطمئنا و يمارس الاعلام و المنظمات و الادارة و المؤسسات العمومية دورهم في الاصلاح الذاتي و انفاذ القانون من اجل وطن عادل لكل ابنائه بشعب قوي موحد حول مشروعه الوطني في اجواء العمل و مناخات الاستثمار بل و الاستعداد للتضحية المشتركة ....

اما " لجان التطهير الفوضوية " المنتصبة على هذا الفضاء او غيره فليست اكثر من اغبياء يقعون من حيث لا يشعرون في فخ من يريدون تعميم الرعب و القلق لتكبير و توحيد جبهة المعادين للاصلاح ....تونس الصالحةةو الاصلاحية اغلبية وطنية و الفساد استثناء نتوحد على معالجته في هدوء حكيم و دولة رشيدة ...فليتوقف الاغبياء عن اجهاض الامال و الاحلام الوطنية الجامعة برعونة " ثوروية " حمقاء يصنعها مخططون خطرون .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات