تحليل النص/ الفعل السياسي :من اجل انتقال ديمقراطي نحو مواطنة عالمة…

Photo

Quoi..qui..comment..et pourquoi

تجربة اخرى تضاف الى اخواتها في المشهد الاعلامي المرئي و المسموع منذ ما يقارب 9 سنوات من عمر ثورة مجيدة و انتقال ثابت رغم تعثره اتاح لي بعون الله و فضل الحرية اضافة نافذة اخرى الى نشاطي الاعلامي و الثقافي و السياسي كتابة و انتاجا منذ ما يفوق العقود الثلاثة (هرمنا و سرقنا العمر يا الله) .

رؤية تحريرية واحدة و منهج ثابت و خيط ناظم افهم به و اصر عليه في تعريفي لكتابة / قول " التحليل السياسي " الخصه في ما يلي : السياسة فعل انساني و علمها فرع من العلوم الانسانية التي هي اكثر العلوم نسبية بما هي علوم تأويل لا تفسير و تحليل السياسة هو " علم / فن " من جنسها لا يقل عنها نسبية و لكنه مثلها لا يستقيم واقفا على ساقيه نافعا للناس إلا اذا احترم ضوابطه كعلم / تقنية يندرج ضمن فرع اكبر في علوم الميديا و التاويل و هو مبحث " تحليل الخطاب " .

في مراحل الانتقال الديمقراطي الطامحة الى الاستقرار في الديمقراطية يمثل الاعلام بفرعيه : علوم الاخبار (كسرة تحت الهمزة ) و علوم تحليل الخطاب ( الكرونيك ..التحليل السياسي ..المقال السياسي ..تقدير المواقف ..التعليق السياسي) .. ..يمثل …رافدا لبناء " المواطنة العالمة " من حيث ان الديمقراطية لا تقوم إلا على طرفين : فاعل سياسي منتج للممارسة و القول و الخطاب و مواطن يتلقى و يفهم و يقيم و هنا يقوم الاعلام بخطوطه التحريرية المختلفة بدور الوسيط المعرفي رقيبا " لاكراه " السياسة لتكون باستمرار تنافسا بين المعاني على الفوز بعقل المواطن لا غريزته . دون ذلك يتحول الاعلام بفرعيه اخبارا و تحليلا الى بروباغاندا و تتحول السياسة الى تنازع غرائزي للقوة العارية و يتحول الناس الى موضوع فرمتة .

نزعم و الحمد لله اننا لم نأت الى فن " تحليل الخطاب السياسي " من فراغ لنكون من الوافدين الجدد عليه بعد مطر الخريف الاخير بل عرفنا فيه الناس الان بعد الثورة مثل غيرنا حين دخلنا مجال الصورة و لكننا كنا في قلب انتاج الخطاب السياسي و الكتابة في تحليله و المعرفة بتفاصيله منذ عقود حين كنا نقرع مثل غيرنا جدار الصمت الاستبدادي بقبضات صغيرة لكن ثابتة في وسائلنا الاعلامية المتاحة منذ ولادة صحيفة الرأي وصولا الى الموقف و ما بينهما من مواقع انتاج اعلامي يشرف الحركة الديمقراطية في الداخل و الخارج ان تدعي بأنها كانت مدارس اعلامية عريقة تدربنا و نضجنا فيها على ما يجب ان بكونه الاعلام المهني النافع العالم المثقف المنتج للمعنى .

تحليل الخطاب السياسي ليس حيادا باردا مزعوما و ليس علما صحيحا فلا يستمد قيمته و حرارته إلا من معرفة بالسياسة و سيرة فيها و فعلا دائما في ساحتها و لكنه كتحليل ليس امتدادا للفعل السياسي .

هناك خط رقيق في الوصل و الفصل بين السياسة و تحليلها : فاعل السياسة ينتجها بما يجب من مخاتلة و ايهام و مداورة و محلل السياسة يفكك و يقرأ المسكوت بما يجب من برود و لكن بما يلزم من ملاعبة متبادلة و توازن قوة مع نص الفاعل ( يشبه نتشه علاقة قارئ النص بكاتبه في لعبة القراءة / التاويل بصراع القوة …تغلبه او يغلبك او بصورة افدح / اجمل باللعبة الجنسانية بين طرفين يحاول كلاهما ان يخضع الاخر لشروط ادارته في انتاج اللذة ) و بين لاعب سياسي مخاتل يتسلح بكل المهارات و الحيل و الاقنعة اللازمة للسياسة و محلل يقظ يتسلح بكل المعارف و ادوات التحليل السباسية و الايديولوجية و الفنية و الفلسفية و الاستراتيجية …بين هذا و ذاك يستفيد المواطن / المستهلك باعتباره صاحب القرار الاخير فيفهم عندها ماذا قال السياسي و لماذا قال و كيف قال ليحكم عندها بالصندوق الانتخابي …

تجربة تلفزية اخرى …من غير ليه …غير ما قلناه اعلاه ..خطوات نمشيها في غربة ليالينا ..من اجل غد نصنعه لأبنائنا و احفادنا …صبح الاحلام العاقلة و بلد العقل الحالم ..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات