"تنحّاوْ ڤاع"

Photo

شيء مقرف، بلد يقوده شيّاب يمضغوا في الماء، في أعلى مؤسسات الدولة، وفي أغلب الأحزاب، وفي أهمّ مواقع القرار، ونحن في مرحلة انتقالية. وأغلبهم يستعدّ لرهانات جديدة، وهو في أرذل العمر، لا حشمة لا جعرة.

لهم حقهم السياسي كاملا وكلّ الاحترام، لكن السياسة في أصلها تقدير للمصلحة العامة، ومن المصلحة العامة الملحة أن يتّكوا جانبا، بعد ما جرّبناهم.

يقودهم هوس بالسلطة وعبادة للصورة الشخصية كأنهم يعيشون أبدا وليس لهم استعداد للامتثال لسنن الحياة. ومن سننها أن تتداول الأجيال على المسؤولية وهو، في تقديرنا، شرط التداول الديمقراطي على السلطة والمسؤولية والمنافع.

فلا أمل لمجتمع في التداول السلمي على السلطة بتأسيس الديمقراطية ما لم تتداول أجياله على تحمّل المسؤولية.

إذا اعترفوا لكم بأنّ "الشباب هم من فجّر الثورة" فلا تصدّقوا اعترافهم وإذا حدّثوكم عن "دور الشباب في قيادة المجتمعات" فارموهم بالطماطم والبيض، رغم ارتفاع أسعارها، وإذا لم تجدوا بيضا وطماطم فحتّى بالأحذية القديمة، وإذا لم تتوفّر فبالكرّادي. والله من وراء القصد.

لن ألوم الشباب خارج الأحزاب أمام شيّاب الأحزاب وهم مكرشين ومش حابّين يسيبوا ومنعوا الديمقراطية في أحزابهم، دون أن يحقّقوا شيئا يذكر، والثماني سنوات شاهدة. وفاقد الشيء ( الديمقراطية) في حزبه لن يعطيه في المشهد السياسي .

اللوم على شباب الأحزاب الفاعلة الذين مازالوا رهن زعاماتية فارغة ومشيخيّة مصددة. قد يتحججون بزعامات طاعنة في السن قادت مجتمعات ، ولكن تلك قيادات في مجتمعات لها "لوجسيال سلطة" آخر، هي "مجتمعات من أجل الزعامة وضدّ الزعيم" ، يعزل حين يحيد عن قيم الجماعة ويعمل لمصلحته الخاصة. وهذه قصة طويلة قد نعود إليها.

ولن أدعو إلى مقاطعة الانتخابات، فالشيء لا يحتاج إلى تحريض، فالـ11% في باردو ماثلة للعيان وتنذر بما لا يُحمد عقباه.

فرصة أخيرة لمن أراد منكم أن يبقى أثره طيّبا وسيرته حيّة بين الناس تتداولها الأجيال...البلاد تحتاج إلى قيمة مرجعية تستند إليها وتحدّد بها موقعها.وهذ هو مدلول الزعامة الحقيقي…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات