المرزوقي..الدايمي ..و اخرون .. بلادة " صفراء " لا تذوب و غباء "قديمة " لا تتوب

Photo

ليس تضامن عاطفة ..هو تحليل ساحة ملاها العهر …

لن ابدأ تدوينتي بالجملة الباهتة " رغم اختلافي مع فلان او علان فانني اعلن ..." فمتابعو الشأن العام التونسي بدقته و تفاصيله يعلمون تباينات الساحة المسماة " ديمقراطية اجتماعية " من معارضي بن علي سابقا و مناصري حدث سبعطاش اربعطاش من اسلاميين و يساريين و ديمقراطيين توانسة بعد الحدث السوري العاصف و زوابع " الربيع " و تشكل المحاور في المنطقة العربية من المنصة القطروتركية الى حلف اماراتوسعودي وصولا الى محور اسميه مقاوما يضم ايران و سوريا مع فصائل المقاومة بين لبنان و فلسطين و اليمن و العراق .

لن اذكر بهذا الاختلاف بيني و بين اطراف الترويكا سابقا و اصدقائي في المؤتمر و الحراك و على رأسهم الرئيس المرزوقي و الدايمي في الموضوع السوري .غير اني احب ان اؤكد ان هذا التباين رغم قيمته الاستراتيجية لم يزعزع قناعتي ان الانقسام الرئيسي في تونس سيظل بين قوى ديمقراطية جديدة انصفها حدث الثورة التونسية و تتمسك باستكمال مساره في مقابل بقايا و فروع و مشتقات قديمة او بعضها تضررت من الانتقال و تعمل على اجهاضه بكل ما اوتيت من قوة و مؤامرات .

القوى الديمقراطية الجديدة بمختلف سردياتها الكبرى اسلامية او يسارية او عروبية او ليبيرالية وطنية تظل في تقديري مشروع كتلة تاريخية مأمولة برغم تبايناتها الثانوية و اخطائها بما في ذلك رؤيتها لطبيعة الصراع الاستراتيجي في منطقتنا العربية و مقوم هذا التكتل المأمول هو الالتقاء في مواجهة القديم الاستبدادي الفاسد و دون هذا الوعي بعنصر الالتقاء هذا ستجد نفسها تائهة في اجندات نظام عربي رسمي تابع سواء تزين هذا التيه بلبوس ايديولوجي او مذهبي او طائفي او انتصار اعمى لكل " حراك يسمى ثوريا " او زعم انحياز لكل مواجهة للإرهاب ما لم يأخذ هذا الانتصار او الزعم بعين الاعتبار معادلة الصراع مع الصهيونية و الاستعمار من جهة و النضال من اجل الديمقراطية الوطنية من جهة ثانية .

ضمن هذا التأليف المركب لم اعتبر يوما كل زاعم تحالف تونسي مع المقاومة في المسالة السورية حليفا في الشأن التونسي ما لم يستوعب طبيعة الصراع بين قديم فاسد و جديد صاعد ..مثلما لم اعتبر بالضرورة كل مسيء للتقدير في قراءة الحدث السوري حليفا للعدو الصهيوني و اذرعه الارهابية الوظيفية مادام منخرطا تونسيا في النضال العلني المدني في الانتصار للمسار الديمقراطي في مواجهة اعدائه الذين هم بالضبط و في اخر التحليل بلغة صديقنا لينين قوى القديم التابع من نظم التطبيع و التآمر على الشعوب و كفلائهم من صهيونية و استعمار .

مما تقدم لا يسمح لي عقلي باعتبار كل اختلاف او اتفاق في الموقف من الحدث السوري المعقد محددا بالضرورة للاصطفافات في تونس ليكون ذلك مبررا للسكوت او الانخراط في قذارات الصحافة القديمة الصفراء التي ظلت تستهدف كل من ساهم في هروب راس المنظومة بأساليب بالية و تافهة .

التمويلات و التشبيك الجمعياتي و السياسي المحلي و الدولي ملف معقد يحتاج بلا شك رقابة القوى الوطنية ..الوطنية حقا ...لكن معرفتنا بذكاء الناس و شرفهم من اصدقائنا الذين يدركون تماما حجم الرقابة و الانتباه يجعلنا لا نقع بغباء في تحيلات صحافة صفراء و اذرع قديمة بائسة هي اكثر من يجب ان يتم التدقيق في مالها الفاسد و الحرام الذي صنعت به المؤامرات و اثخنت به في اعراض الشرفاء و زيفت به ارادة الناخبين بل و اسالت به ماديا و رمزيا دماء و دموعا لتذهب بالمسار الانتقالي الى مأزقه و خرابه الحالي في تونس الحدث الثوري الرائد.

ليس هناك من معنى عاطفي او سياسي في اعلان التضامن مع الصديق عماد الذي لم اعرف عنه إلا دماثة اخلاق و حسن اختلاف و ذكاء في الحذر من كل فساد او شبهة مادام مقاوما له في بلده و ليس هناك من معنى ذاتي في اعلان التضامن الدائم عند كل استهداف رخيص يتعرض له المرزوقي الذي لا يمنع الاختلاف مع اسلوبه و تصوره في العمل السياسي و قراءة الاحداث من اعلان احترامه كواحد من قادة الكفاح الديمقراطي في سنوات الصمت الجبان للشجعان مثله تماما مثل اساتذتنا بن جعفر و الشابي و حمة الهمامي و غيرهم ممن قد تختلف مع افكارهم لكننا اصغر من ان نساند او نفرح باستهداف اعراضهم بأساليب الورثة الحاليين للمرحوم عبد العزيز الجريدي و فريق بالمكشوف من ادوات داخلية بن علي .

من خبر لسنوات اساليب قديمة فاسدة و صحافة صفراء كريهة و من يطمح لتونس الاختلاف و الصراع الشريف بين الافكار و الرؤى و المشاريع يجب ان يتصدى و بشراسة الفرسان لكل استمرار في هذا الاسلوب البوليسي القديم في الصراع الساقط و لو كان المتضرر من ذلك خصمه السياسي راهنا ....

حين يقود السقاط الصراع بهذا الاسلوب الساقط في تونس فهم يمنعوننا من خوض صراع الافكار مع المختلفين تحت سماء الوطن لننحاز بلا تردد في الدفاع عن الشرفاء قبل كل شيء تجميدا لكل اختلاف فنؤجل انتاج الافكار حتى تتطهر ساحة الجدل من قاذورات صراع " المومسات و القوادين " ...اللعنة ..انهم يؤجلون جمالية صراع الشرفاء المختلفين بالفكرة بأسلوب شريف و يخلطون اوراق الجدل بعهر الاساليب النتنة …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات