اتحاد الشغل : "تجريب" استعادة الحد الأدنى من مربعاته القديمة

يستعد اتحاد الشغل بعد يومين ل"تجريب" استعادة الحد الأدنى من مربعاته القديمة التي تنازل عنها طوعا/غباءً يوم 25 لصالح الانقلاب بقرار من التنظيمات السياسية اليسارية والقومية التي تهيمن على هياكله القيادية.

كتبت يومها حرفيا أن الاتحاد سيعود يوما ما إلى هويته المجتمعية الأصلية. وكتبت تدوينة عنوانها "في انتظار اتحاد الشغل".. ولكن... هل بإمكان اتحاد الشغل العودة إلى السياسة في السياق السياسي الحالي وفي مثل وضعه الداخلي الآن؟

ببساطة الأمر شبه مستحيل.

الاتحاد ما زال منقسما سياسيا داخله. فالوطد والقوميون المهيمنون على هياكله ما زالوا منقسمين داخل تنظيماتهم بين مؤيد للانقلاب كليا ومتحفّظ على المسار دون "السقوط" في شبهة معارضته التي تعني الاصطفاف الموضوعي مع قوى "ما قبل 25" أي النهضة أساسا عندهم.

ورغم تأكد هذه القيادات النقابية/السياسية الايديولوجية تماما من أن الانقلاب يستهدف الاتحاد عمليا دون الحاجة إلى إعلان حربه على الاتحاد إعلاميا، فإنهم يكابرون.. أو ببساطة يجبنون عن الإقرار بهذه الحقيقة شعورا بعار غبائهم السياسي أو خوفا من الاستحقاقات النضالية التي يستدعيها هذا الإقرار.

القيادة النقابية تدرك أن الاتحاد هو وحده مفتاح حالة الانغلاق السياسي الحالي الذي يشلّ الجميع. ولكنها إلى جانب ذلك تدرك حقيقتين أخرييْن: أن الثمن قد يتجاوز قدرات اتحاد منقسم، وأن ريع أي نجاح في حلحلة هذا الوضع سيذهب إلى النهضة، إن كثيرا أو قليلا.

حقيقتان كفيلتان ب"تبريد" ما تحاوله المنظمة الآن من تعبئة لهياكلها ومناضليها.

مع ذلك.. ما زلت عند رأيي القديم: الاتحاد هو "غنيمة المجتمع التونسي من السياسة".. إلى حين أن تنشأ "الدولة/العقل".

تبا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات