انقلابا مصر وتونس.. نفس المصير؟ نعم

قبل أشهر انطلق في مصر، وبشكل مفاجئ، نقاش حول تفكير "الغرب" في بديل مدني للسيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة (ديسمبر 2023). وعاد اسم محمد البرادعي بقوة إلى الإعلام متحدثا من منفاه عن حوار وطني شامل يبلور خارطة طريق العودة إلى الديمقراطية ومعالجة آثار الانقلاب. وتم تقديم اسم "أحمد طنطاوي" (نائب سابق ناصري من جماعة حمدين صباحي يعيش في لبنان) منافسا مدنيا باسم كل المعارضات المدنية للسيسي العسكري.

وصل الأمر ببعض المتفائلين إلى القول بأن الغرب، وأمريكا تحديدا، قررت تحجيم دور الجيش المصري في السياسة لأن الدوائر المالية العالمية وأساسا صندوق النقد تريد تحرير الاقتصاد المصري من قبضة الجيش الذي يحتكر القطاعات الاستراتيجية ويغلقها في وجه رأس المال المعولم. طبعا دليل هؤلاء المتفائلين هو قيام الولايات المتحدة أحيانا بتقليص المساعدات العسكرية للجيش المصري وصدور تقارير أمريكية حادة أحيانا حول وضع حقوق الإنسان في مصر.

متفائلو مصر هم من نفس فصيلة متفائلي تونس الذين شرعوا في فرك كفوفهم استعدادا لمرحلة ما بعد سعيّد الذي قرر الغرب أيضا إزاحته لإعادة الديمقراطية.

الجواب لم يتأخر طويلا في مصر. قبل شهرين من الانتخابات يقوم السيسي بحملة اعتقالات ضد عناصر حملة الطنطاوي ويُنهي الجدل حول سيناريو ما بعد السيسي ويستعد لحكم مصر ست سنوات أخرى.

رأيي بوضوح أن هناك غرفة أمريكية خليجية تريد فعلا أن تلعب ورقة سياسية بديلة عن السيسي تمكنها من نصيب أكبر من كعكة الاقتصاد المصري. لكن الكلمة الأخيرة هناك للكيان المجرم الكفيل الرسمي للنظام المصري. الكيان مرتاح جدا مع الدكتاتورية العسكرية الفاسدة.

وتونس؟ الأمر لا يختلف من حيث الجوهر. يختلف فقط في مفردات الخطة.

تبا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات