عودة المدارس في الكورونا

Photo

في العودة المدرسية، هذ الموسم، مع التهوّر والتهاون اللذين نرى سيكون أبناؤنا حقلا مناسبا لتجريب مناعة القطيع عليهم.. فيموت منهم من يموت، لا قدّر الله، ويحيى من من تسعفه الحياة بجرعة منها زائدة…

كان على الدولة أن تُفرد ملفّ التعليم بعناية خاصّة، طيلة المدّة السابقة، وأن تضع له الموارد اللازمة والتجهيزات اللائقة، ليعود أبناؤنا إلى مدارسهم في ظروف تمكّنهم من التعلّم في مأمن من العدوى بعيدا عن المهرجانات الدعائية والخطابات الجوفاء التي لا تقدّم نفعا…

ولكنّ دولتنا لا تكاد تحرّك ساكنا.. تنتظر حصول الإصابة ثمّ تتعاطى معها واقعا لا تستطيع له ردّا.. ولن يكون تعاطيها مع أبنائنا في مدارسهم غير ذلك…

كيف لمدرسة في سفح جبل أو عند وادي، في قرية نائية أن تمتنع من العدوى الممكنة في ظروف بائسة كتلك التي نعرف في مدارسنا؟

الدول المتقدمة ليست أغنى من دولتنا ولا مجتمعاتها أقدر من مجتمعنا.. ولو تُركت حرية المبادرة للمجتمع المدنيّ لرأيت من التجهيزات والإنجازات عجبا.. ولكنّ دولتنا تضيق بالعمل الخيري تسمّيه إرهابا دون أن تبذل هي ما يجب عليها من الوسع لحلّ المشاكل في الظروف العادية فما ظنّك بالظرف الوبائيّ؟

السياسة عندنا تحترف قتل السياسة والعمل النقابيّ لا يعدو قطعا للطريق انتصارا لشقّ من السياسيين على شقّ آخر بعيدا عن كل فائدة.. والحرب في بلادنا سجال.. والسجال بلا نهاية منظورة…

لذلك نرى أن عودة أبنائنا إلى مدارسهم في مثل أوضاعنا الثابتة ستظلّ أمرا مخيفا... نرجو لأبنائنا ولمعلّمينا وأستاذتنا وقيّمينا وإداريينا وعاملينا السلامة من العدوى…

كلّ عام وأنتم بخير.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات