مواطنون لا رعايا …

Photo

" شعبويّة " صادقة خير من النّفاق السياسي ونهب المال العامّ ... عندما يقوم بها مسؤولون غربيّون تصبح مثار إعجاب وافتخار وتنويه ... وعندما يقوم بها رئيس منتخب بشكل ديمقراطي في بلدنا تصبح مثار استهزاء وتشكيك في النّوايا ... هو الاستلاب والاستلحاق الثقافي الذي يقود بعض المواقف المتهافتة...

لا يجب الخلط بين المواقف السياسيّة والمواقف الإنسانيّة في ظرف جائحة عالميّة ... لا أحد له حقّ التّفتيش في النّوايا ... أو مصادرة حقّ الرّئيس في استحضار مواقف من التّاريخ الإسلامي مرجعا له في سلوكه ... بين الاسقاط التّاريخي والاقتداء بمواقف إنسانيّة جليلة يزخر بها تاريخنا مسافة وعي واعتبار، خاصّة بالنّسبة لمن اتّخذوا من تاريخ الغرب مرجعا أوحد لهم ...

مواطنون لا رعايا ... شعار يختصر قرونا من الصراع المرير بين الكنيسة وشعوب أروبا ... وبين أنظمة الحكم السّلطاني ورعاياها في تاريخنا العربي والإسلامي ...

لكن في أصل العبارة الماثورة ليس للمدول حمولة سلبيّة مستهجنة: "كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته" ... الشّعب راع لمصالحه بالدّفاع عنها ومراقبة حكّامه وقول كلمة حقّ عند سلطان جائر ... والحاكم راع لمصالح شعبه بمقتضى ما بينهما من تعاقد ضامن للحقوق والواجبات.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات