العالم في زمن الكورونا ليلا

Photo

ليس لنا إلا أن نصعد إلى حافة الجبل إن كنا قاطنين في الريف أو إلى سطح المنزل إن كنا نعيش في المدينة. سنصغي حتما إلى مواء القطط الضالة، التي لم يكن لها مأوى لأننا لطالما قمنا بركلها كلما كانت أمامنا هاهي اليوم تلك القطة التي كانت خاضعة للكمة من قدمك تترأس شوارع حيك أو منطقتك وأنت غير قادر أن تتجاوز محنتك وأن تتمتع بحريتك وأن تلجم صوتها الذي لطالما أزعجك.

في الطرق المسترخي من زحمة المارة سنستمع إلى بهجة الكلاب السائبة في الأنهج الخالية تتخاطب مع بعضها متفكهة عن مستقبل المارة الذين إستثمروا في كلمة كلب وحولها إلى صفة من صفات السفهاء. حتى أن أحد الكلاب سارع إلى الملائكة وطلب منها تلك الميزة الربانية التي أعطاها الرب للبشر ولم يقدمها للحيوان ألا وهي العقل.

وحجته كانت: قدمتم العقل لبشركم ولكنه لم يفلح أبدأ لقد حان وقت الإنقلاب. أيها العجوز ربما ستستمع إلى نحيق الحمار الذي قمت بحلاقة جسده بتلك العصا التي هي الآن في يدك تتوكأ عليها بين الحائط والفراش والمرحاض تنتظر أجلك ومنيتك.

ستستمع الى الكثير من الأشياء في زمن الكورونا ليلا ولكن لن تستطيع الاستماع الى ما يدور في قلبك أو خاطرك لأن الخوف يلتهمك وانت رهين أربعة عشر يوما. فعلى الجميع ان يعلم أن ميزان عدالة الرب دائما يتم موازنته بالتساوي ويجب أن نعلم جيدا الى ان الوقت والزمن لا يتقدمان إلا بالتوازن بين البشر والحيوان.

فكما تدين تدان أيها الحيوان ففي أستراليا قبل أربعة أشهر ألتهمت ونهشت النار أكثر من مليار حيوان بسبب أفعال البشر كانت حديثة أو قديمة. الآن انت تدفع مراسيم أفعالك أيها البشر.

الكورونا ليست في زمن الفاشية لذالك النتيجة مفزعة بسبب الحرية

لقد إتضح أن الكائن البشري في كل أصقاع العالم غير قادر على أن يعيش في حرية مطلقة بدون ضوابط ونواميس تقيده تقيدا تاما ومحكما كما تبين لنا أن الإنسان لم يعش يوما مدني بطبعه إضافة لهذا نحن كبشر ندعي أننا ملتزمون امام واجب حماية أبناء العم ولكن الممارسات الإجتماعية المتداولة هذه الآيام تدعونا لمراجعة مصطلح الحرية والمسؤولية.

بماذا نفسر عدم إستجابة الملايين للحجر الصحي الذاتي في كل بقاع العالم دون مراقبة السلطة؟ سلطة ديكتاتورية كانت أو ديمقراطية قدمت لأبناء العم حرية الإختيار بين ما ينص عليه الضمير و بين الإنسياق وراء الوحشية الناعمة الغير مرئية أو بين ما تمليه متطلبات و مقتضيات المسؤولية الوطنية أو المدنية على الآخرين و بين القتل الجديد الغير مقنن لقد إختار أبناء العم في كل القبائل و العشائر الدولية طعن تلك القيمة الرمزية التي قدمتها الحكومات العالمية لشعوبها و لم يلتمزموا بحماية من يحيط بهم فأحدثوا كارثة عالمية سيشهد التاريخ أن الحرية هي سبب فضاعة هذه الجائحة الغير مرئية ( في بدايتها ) حتى ان المجتمعات التي لحنت آليات العزف على لحن الحرية إستنتجت أن الزمن باغتها و لم تقم بتحديث مفهوم الحرية و لم تصنع حدود للبشر عندما يتعلق الأمر بديمومة الحياة الطبيعية و اتضح ان العالم مازال يعيش وسط قبائل عصرية و أن إبن العم يقتل إبن عمه بطريقة عفوية بسبب قلة الوعي و المسؤولية.

فالكثير من الافراد تحصلوا على الحرية نتيجة تمرد اي أن غاية وهدف التمرد كانت الحرية. الآن الكثير من المجتمعات قد تزول نتيجة تمرد مبهم دون غاية بحجة رفض النظم الردعية.

فنحن في حاجة في بعض الأحيان الى العصا الردعية لأننا لسنا في مقام الحرية نفسهم الحقوقيين ودعاة الحرية دعوا إلى انتهاج الحجر الصحي الإجباري المرافق بالمراقبة المسلحة فإنصياع جميع الناس تحت إرادة ورعاية وتصرف السلطة أصبح مطلب دولي ولم تعد للحرية قيمة ولو وقتي. ماذا لو كانت الكورونا في زمن الفاشية والديكتاتورية!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات