السطو على الشهادة

Photo

لك أن تقول في شكري بلعيد ما تشاء ولكن ليس لأحد أن ينفيَ أنّه كان من أبرز الوجوه السياسيّة اليساريّة التي عرفها التونسيّون مع الثورة، مباشرة بعد هروب المخلوع، وأوضحها وأفصحها وأنّه كان الزعيم اليساريّ الأبرز.. وكونه ما عُرف بين الكافّة إلّا بعد اغياله، أو كون رفاقه استثمروا دمه أستثمارا بشعا أساء إلى صورته ومسخها لا ينفي أنّه كان شهيدا على أنّ جهات قويّة متحكّمة أحسنت اختيار ضحيتها لقلب الأوضاع والانقلاب على المسار الذي دخلته البلاد بفضل ثورتها.. ولقد أوشكوا، باغتياله، على تحقيق هدفهم: وأد الثورة وإطفاء جذوتها…

حين تخرج الفاشيّة عبير موسي إلى التظاهر مستعملة صور الشهيد شكري بلعيد رحمه الله تجرّ خلفها زوجته اليسارية الراديكاليّة بقيّة الجبهة الشعبيّة بسمة الخلفاوي.. يتبعهما سمسار الإرهاب عميرة عليّة الصغيّر فاعلم أنّ فصلا آخر من مسلسل استعمال دم الرجل قد بدأ ولكن على يدي عبير موسي هذه المرّة... عبير موسي؟

وإذا ربطنا الخيوط وأطللنا لنرى مَن يقف خلف الباب ألفينا جهة مانحة باتت مكشوفة للجميع لا تيأس من الكيد للتجربة التونسيّة.. يكفيك أن تتابع تفاعل إعلام دويلة الإمارات البترولية المارقة مع عبير موسي وإشادة ضاحي خلفان بصخبها تحت قبّة البرلمان لتعلم أن الثلاثة المذكورين أعلاه يعملون تحت إمرة هذه الدويلة التي لم تترك دولة عربية تحرّك شعبها إلّا بثّت فيها سمومها وزرعت بها توابعها يدعمهم أجراؤها تلحق بهم جراؤها لقمع الشعب ووأد حراكه.. وأنّ عبير موسي باتت هي المقاول المنتدَب.. يعمل الآخران تحت إمرتها...

فضيحة أن تنجح بقيّة بن على في السطو على كلّ شيء ويعجز أمامها الجميع: لقد سطت على المخلوع لترثه دون أقرب مقرَّبيه.. وسطت على بورقيبة ولم تكن، من قبل، قد سمعت عنه شيئا ولا قالت فيه قولا لتسحب البساط من تحت الباجي قائد السبسيّ وجميع من استثمروا في اسم بورقيبة.. وها هي تسطو على اسم شكري بلعيد وعلى بعض الصور المحيطة لتجعل منها أصلا تجاريا.. وسطت على بسمة الخلفاوي ترافقها في مظاهرة جامعة.. يتبعهما ذيلٌ مُذَكَّر يسمسر في ظاهرة لا يفهمها…

هل رأيتم مؤرّخا بلا عقل؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات