عبير القوة الصاعدة على وقع الاغبياء..

Photo

عبير موسي ليست غبية ولا هي مهرجة بل تسير على قدر ضعفاء العقل الانتخابي، هي تدرك جيدا أن للصناديق اناتها الكبيرة، وان الهاشمي الحامدي مر من هناك حين كان يوجه شريحة مهمة من الشعب بقناة المستقلة، وان قوى الضد ووالادلجة والحاقدة لا تحتاج الى برامج ولا إلى مصلحة وطنية، فقط تحتاج إلى من يهرسل خصمها ويمارس ضده أقصى درجات الانتقام اللفظي على امل الانتقام المادي الفعلي حين يتمكن.

وعليه سيخيب الذين يمنون أنفسهم بانتهاء شعبية عبير قبل ان تصعد الى السلطة وتجربها الشريحة الحاقدة على النهضة وعلى الثورة، وتلك شريحة غير هينة، ولديها ثقلها وتعتبر ان الثورة كارثة عليها، لأن بعضها كان يتمعش من زمن الاستبداد والبعض الآخر كانت جميع اهتماماته السياسية إن كان رئيس تونس المقبل صخر ام ليلى ام التدرج مع بن علي الى ان يكتمل نمو ولي العهد الابن محمد بن علي.

من الذين تستهدفهم عبير؟

من الواضح ان عبير موسي حسمت أمرها بطريقة ذكية وقلصت خصومها الى اقصى درجة، واعلنت عفوها عن جميع من تسبب في حل التجمع وسجن رموزه، ثم حصرت صراعها مع النهضة كقوة سياسية منظمة قادرة على لعب دور حزب الدولة، الى جانب ائتلاف الكرامة كلافتة قوية فاقعة للثورة التونسية.

بخلاف ما يعتقده البعض لا تحقد عبير على النهضة انطلاقا من ارتباطها التاريخي بالهوية، فعبير ليست الشعلة ولا الوطد ولا هي من رموز الاستئصال الايديولوجي، بل كانت ممن رفض فكرة تغيير آيات الميراث واستهجنت توقيت طرحها، انما تعادي عبير حركة النهضة لأنها وفرت البديل حين سقط التجمع، وهي وأمثالها كانوا يراهنون على ساحة خاوية وأحزاب غير واعية تقوم بتجربة قصيرة مع الدولة وفي غياب العسكرة ستعود البلاد الى حضن التجمع وستعتذر وربما تطوي صفحة الديمقراطية إلى أجل بعيد! تدرك عبير ان النهضة هي من اقترفت "جريمة" ملء الفراغ وهي التي رافقت وترفقت بالتجربة وفطمت البلاد بشكل ذكي ومتدرج على حزب خادنها لستة عقود.

أي نعم تهاجم عبير النهضة والإئتلاف، لكن حذار هي لا تبتز هذا الثنائي بل تبتز محيطها واشباهها، تبتز الجميع ما عدا هذا الثنائي، لأن قواعد النهضة كما قواعد الائتلاف تتشبث أكثر وتعاند اكثر وتكبّن اكثر كل ما تصاعدت هجمات عبير وفريقها ومن خلفها، في الاثناء تستميل عبير القواعد المناكفة أو المعادية للنهضة، هذا ما يؤكد ان عبير تشنع بالنهضة والائتلاف لتبتز الاحزاب الاخرى في قواعدها، لتؤكد انها الاجدر بالوقوف في وجه هذا الحزب الذي يمسك التجربة أن تميد والذي يحكم من 2011.

ولما كانت الصورة كذلك، أصبح يتحتم على النهضة مسايرة الأمر ومحاولة تجنب تعطيل أشغال المجلس، لكن السب والقذف والعربدة هي في الاخير ستحفز مخزون الثورة على الانحياز الى الحركة بقوة بما ان رمز الازلام والثورة المضادة تهاجمها بقوة، ولو تمعنت القوى الأخرى التي تزهو بعربدة عبير، لو فتحت بصيرتها لأيقنت أنها تمارس الغباء في أبشع تجلياته، فهم ينخرطون في الفرجة البلهاء أمام امرأة تصرخ في الثورة أن لا بديل غير النهضة والائتلاف وتصرخ في الثورة المضادة وحواشيها وخصوم النهضة والهوية ان لا بديل لهم ولا خيار غير عبير بنت التيجاني بن صالح موسي!

عل الذين يمارسون اليوم التثعلب تحت قبة البرلمان أن يتذكروا هذا الاسم جيدا، لقد استمرت النهضة بعد الترويكا وجاء النداء لمجابهتها، ثم رحل النداء وجاء قلب تونس لمجابهتها ثم سيرحل قلب تونس وتأتي عبير لمجابهتها! هذا إذا واصلت عبيرالتمعش من العربدة فيما ضحاياها يوزعون ابتسامات الغباء المعتق، ويمارسون التشفي في النهضة وزعيمها، وقد غاب عنهم أنهم يتشفون في مستقبلهم حين تهجم عليهم محطة 2024 وقد امتصتهم عبير ثم نثرتهم كالعلب الخاوية، وانفردت بمواجهة النهضة، تماما كما امتصهم النداء ولفظهم.، تلك ساحة حزبية مختصة في ترقية المنظومة القديمة إلى مرتبة مواجهة النهضة!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات