النهضة ضربت روح الثورة لكن ليس من حق التيار والشعب المزايدة عليها

Photo

التيار والشعب أضاعا بتعنتهما فرصة ذهبية لإضعاف بقايا التجمع الى الحد الأرذل فقد تعاونا معهم فكان انتصارهم باقتراب النهضة منهم من خلال التحالف مع قلب تونس عبر رئيسه نبيل القروي.. ولسنا في حاجة أن نذكر من جديد من هو نبيل؟!

وبالتالي تسببا في صعود بنت الشواشي وهي بزناسة شهيرة في السياحة السياسية شبيهة بخميس قسيلة في السياحة السياسية ايضا.. فقد كانت في حزب قبل الثورة علاقته بالتجمع قوية وهو حزب قريب من بن علي الذي زكاها لتكون عضوة بالبرلمان..

وما أن قامت الثورة حتى كانت عضوة نشيطة في حزب من مواليد التجمع وهو واحد من مكوناته بعد منعه قضائيا وهو *البديل* ثم بدأت رحلتها مع "النداء" الى "تحيا" الى *القلب* ...وبين هذا وذاك مناصب نالتها في حزب سليم الرياحي باسم الاتحاد الوطني الذي يمكن أن نعتبره تجمعيا باعتبار مرور رجال من التجمع في مفاصله ومنها السيدة هذه…

إن صعودها الى نيابة رئاسة البرلمان يجعلها مبوبة لرئاسة البرلمان تماما بحكم وضعية راشد الغنوشي كرئيس حزب النهضة له ظروفه ومعطياته من سفريات لحضور المؤتمرات والمشاركة في اللقاءات مع إجراء مقابلات مع نظرائه ...إضافة إلى عمره الذي له أحكامه …

وبالنسبة إلى التيار والشعب باعتبارهما ثوريين فانهما لم يتعاونا من أجل الثورة وأن صورا لأنصارهما ذلك فقد أعطيا حياة جديدة للتجمع الذي سيعيش انتعاشه سعيدة عبر بدائله وشقوقه والسيدة الشواشي تمثل هذه البدائل وهذه الشقوق.. وبقية النواب الذين ينتمون إلى الأحزاب التي هي في الأصل من التجمع وان تغيرت الأسماء بسبب الصراعات الشخصية والطموحات الفردية المصلحية أهمها الطمع في المناصب وتوسعة النفوذ.

فماذا كان هدف الثورة ومساراتها واستحقاقاتها...كل ذلك يتلخص في كلمة واحدة: إبعاد التجمع..

لم يتسن ذلك في بداية الثورة بسبب ألاعيب محمد الغنوشي وجنوح فؤاد المبزع إلى ترك الحابل على الغارب ودهاء الباجي وخبث كمال اللطيف..

لكن هذه المرة كانت كل الظروف ممكنة لإبعاد التجمع أو إضعافه إلى درجة الترذيل وإذا بحزبين يدعيان تبني الثورة ينقذانه وينعشان أعضائه وكان من المفروض أن يكون الثمن شاهقا… لكني لا اعتقد أن هناك مقابلا. إنما هو خطأ في التقدير وهو خطأ فادح سيدفعان ثمنه ويكلفان الثورة الكثير الكثير أنهما تسببا في مشكلة للثورة أفظع مما فعله حمة الهمامي لنا …استغل اغتيال شكري بلعيد ليكون الى جانب الباجي ويتحالف معه لبناء الاتحاد من أجل تونس.. وهو الاتحاد الذي استثمرها الباجي لصالحه للضغط على النهضة ثم ألقى به في المزبلة والتحميل بالغنوشي.. ومررا معا قوانين لحماية التجمع وانقاذ الفاسدين من أعضائه من المحاكمات والمحاسبات و السجن بقانون أسود ظالم إسمه المصالحة بلا محاسبة. ..

وهكذا فليس من حقهما اليوم المزايدة الثورية على النهضة التي تعودت على التعاون مع التجمع بانضمامها إلى الباجي وموافقتها على كامل سياساته لإعادة التجمع إلى الحكم ولم يقلقها تماما أن تشتغل مع الفاسدين. وها أنها اليوم تذهب في تحالف مع قلب تونس وما أدراك ما قلب تونس …

لكم الله يا شهداء تونس وايها المناضلون والمناضلات منذ انتخاب المجلس التأسيسي الأول الذي أعلن الجمهورية إلى انتخاب المجلس التأسيسي الثاني الذي أسس للجمهورية الثانية.. وأنتم تعانون الأمرين من الحكام المستبدين أو الفاسدين.. وتعانون ايضا من رؤساء الأحزاب أو قادة الحركات التي انتميتم إليها أو أحببتم نضالها وإذا بهم في مقدمة من يخون العهد..

ومن يخون النضال ويخون المناضلين.. ومع ذلك فأنا لا ألقي السلاح وأرى المستقبل أفضل وهو ضد مسارات الأحزاب الآن وخاصة منها المدعية بأنها كبيرة.. أو مناضلة.. أرى الشباب غير راض على ما يجري وفي الأزمة التي بدأت تعلن عن وجهها من الآن سيخرج الشباب لإسقاط الجميع. وستخرج طبقة جديدة قادرة على نحو جل أخطاء المتصدرين للثورة ….

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات