اغتيال الرئيس مرسي، جريمة دولة أم جريمة دولية؟

Photo

لا حاجة لإثبات نذالة قيادات الثورة المضادة العربية سواء من كان منهم تابعا لإسرائيل وأمريكا او من كان تابعا لإيران وروسيا. لكنهم مع ذلك أقل نذالة ممن رأيناهم يكونون ما يسمى بجبهات الإنقاذ. وهؤلاء اقل نذالة ممن يسمون النخب المنظرة بصنفيها وهؤلاء أقل نذالة من أبواقهم.

هذا محليا. لكننا في عالم صار قرية وإذن فيوجد عالميا من هم أكثر نذالة من قيادات الثورة المضادة وهم أقل نذالة من المنظمات التي تدعي تمثيل الأمم المتحدة. جريمة واحدة في مصر حصلت اليوم تثبت كل هذه النذالات بهذا الترتيب. ما حصل في تونس أكثر من ذلك كله لأنه مثله وبقي في طور الاماني.

فساستها أعدوا جبهة انقاذ. ونخبها المنظرة انقسمت بنفس التبعية للثورتين المضادتين واعلامييهم لا يقلون انحطاطا عن اعلام مصر. لكن كل ذلك بقي في مستوى الأماني التي جعلتهم ينتظرون البيان عدد 1. ولولا ما وصل إليه الجيش التونسي من مدنية ولولا فشل من أرادوه بديلا أي الاتحاد لتمصرت تونس.

لكن من سبق إلى التمصر هي الجزائر في العشرية السوداء والخوف أن تتبع السودان والجزائر مرة أخرى. أما سوريا فلا تزال تنزف ومثلها اليمن. وكل ذلك لأن من وصفت من مستويات النذالة هي المسيطرة على مصير هذه الامة التي صارت محط كل “خمج” العالم طمعا في ما لديها وخوفا من استئناف دورها.

ذلك هو ما يذكرني به استشهاد بطل مصر والعرب والإسلام والإنسانية اليوم سواء كان استشهاده اغتيالا قصديا أو بالإهمال. وإذا ظل الشعب المصري على خذلانه لذاته فلا يمكن لأي إنسان ألا يعجب من ذلك لأن نخبا تفضل السيسي على هذا البطل لا يمكن أن تكون نخبا أو وطنيين أو خاصة بشرا بل هم حمير.

وما أقوله عن نخب مصر أقول أكثر منه عن نخب تونس لأن الأولى حققت والثانية فشلت في نفس المشروع فتكون الأولى أقل نذالة من الثانية التي بقيت في الأماني والاغاني باسم الحداثة التي هم أبعد الناس عنها وباسم المقاومة التي هم رمز الخيانة ليس لشعوبهم فحسب بل لـ”معاني الإنسانية” خلدونيا.

وأكثر منهم نذالة المنظمات الدولية التي تدعي تمثل قيم الإنسانية وهي في الحقيقة من أدوات مافيات العالم التي يرجع إليها ما حدث في مصر وفي سوريا وفي ليبيا وفي اليمن وفي السودان وفي العراق وفي كل بلاد العالم التي كلما ظهر فيها رجال قصفتهم واغتالتهم وأسكتت ضمير العالم لحماية عملائهم.

فبعد ما حدث في مصر وما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا وفي الخليج وما قد يحدث في السودان والجزائر وتونس لم أعد أؤمن بثورة سلمية.

صحيح أن الثورة كان يمكن أن تبقى سلمية لو أن الثورة المضادة لم تعسكرها وتحولها إلى حرب اهلية: ما يجري حرب أهلية في البلاد العربية. تلك هي الحقيقة.

وصف الثورة المضادة بصنفيها أي التابعة لإسرائيل وأمريكا والتابعة لإيران وروسيا تعمل إقليميا ودوليا. لكن الثورة في الحالتين ما تزال محلية ويعسر أن تصبح اقليمية فضلا عن أن يكون لها سند دولي. ولهذا يبدو وكأن الثورة المضادة هي الغالبة. لكن الشعوب لا تغلب. الثورة تتعثر لكنها لن تفشل.

وشرط نجاحها النقلة المتدرجة للأقلمة وإن لزم الأمر للعولمة. وهذا ممكن ذلك أن الشعوب المضطهدة ليست شعوب اقليمنا وحدها بل كل شباب أوروبا مثلا بدأ يشعر بأن وضعه لا يختلف كيفيا عن وضعنا حتى وإن كان الفرق الكمي ما يزال حائلا دون الوعي التام بالوضع العالمي. وشباب فرنسا بدأ يتحرك.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات