عيدكم وطنية وسيادة... موش متاع فيراجات كرة القدم والتلهية !!

Photo

كم هو جميل مشهد "تونس معيّدة"... الشوارع بألوان "الأطفال المعيّدين" والبيوت برائحة "النسوة المعيدات" والمقاهي بنكهة "الشباب المعيّد"…

جميل أن تعيش تونس "يوم عيد" يتشارك فيه الجميع "المشاعر" وتتوحّد فيه "البوصلة" وتتردّد نفس الكلمات "عيدك مبروك"..."سنين دايمة" .."ربي يحييك لأمثاله".

لكن وسط هذا الجمال هناك أشياء اصطناعية أفسدت المشهد... المُعايدات المعلّبة والحلويات المُعلّبة والمشاعر المُعلّبة... العولمة شوّشت خصوصية المشهد وحوّلت بعض الهوامش إلى جوهر.. واللبرالية أغرقت الأسواق بالسلع وحولت الصورة إلى أشكال مكرورة وألوان باهتة وخنقت الخيارات داخل مُعلّبات "الذوق المُعولم"....

سراول "مشرّكة" وسبادري مقلّد ومريول كُتبت عليه جمل وكلمات بالإنجليزية تحمل رسائل لا يُمكن ترجمتها بلغة المُجتمع.... هكذا فرض علينا السوق ذوق بلد "المنشأ" واختار لنا الكناطرية منظومة "القيم" التي تُبيّض اموالهم وتُشوّش جمال مشهدنا....

السوق غارق للعنكوش في سلع تُركيا المهرّبة والتي عبرها يدخل المال الفاسد ويقع تبييضه على حساب "ذوقنا" وخصوصياتنا الثقافية والاجتماعية…

سلع تركيا وماركات ZARA وCHANA ولست ادري ماذا... شطرت ذوق المُجتمع واخترقت خصوصياتنا الثقافية ودمّرت اقتصاد البلاد والأكثر خطورة أنها حصرت الخيارات وخنقت الإجتهاد حتى بات الخارج على "النمط" موسوما بالشذوذ.

هناك سلع تونسية في المتناول (نفس أسعار السلع التركية) وتتوفر فيها الحد الأدنى من الجودة وتضع امامنا مروحة من الخيارات (ألوان ومودالات وأقمشة) و TENDANCE أيضا.... الماء إلّي ماشي للسدرة موش الزيتونة اولى به؟

عيدكم وطنية وسيادة... موش متاع فيراجات كرة القدم والتلهية والمواقف المُعلّبة ولكن وطنية الأمن الغذائي والإستقلال الاقتصادي وخصوصية الذوق الذي يعكس منظومة القيم.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات