أزمة التعليم الثانوي .. فــي الطريق إلى المحرقــــة

Photo

عدد هام من التونسيين كانوا اليوم ينتظرون انفراجا جدّيا في أزمة التعليم الثانوي ، خاصة وأنه في نفس اليوم ينعقد اجتماع لمجلس الوزراء واجتماع للمكتب التنفيذي الموسع لاتحاد الشغل ..وكان يفترض أن يجد الأساتذة والأولياء والتلاميذ أجوبة على ما آلت إليه الوضعية من تأزم خطير أضحى يتّخذ مظاهر الكارثة الوطنية .

ـ موقف مجلس الوزراء يتلخّص فيما ورد صلب بيانه اليوم " ..استعرض مجلس الوزراء بيانا يتعلق بالوضع الأمني بالبلاد،كما استمع إلى بيان حول الوضع التربوي بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية وأستعرض في هذا الإطار نسق تقدم المفاوضات مع الطرف الاجتماعي، مؤكدا على ضرورة النأي بالمؤسسة التربوية والتلاميذ وأسرهم عن سير المفاوضات التي ترتبط بمطالب مهنية.وشدّد مجلس الوزراء على ضرورة تطبيق القانون في شأن مختلف الأعمال غير المنجزة والتجاوزات المسجلة وعلى ضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإرجاع الأمور إلى نصابها الطبيعي في أسرع الآجال وإنجاح السنة الدراسية والامتحانات الوطنية...”

ـ موقف المكتب التنفيذي في بيانه المطوّل اليوم يخصص سطرا ونصف لأزمة التعليم هو التالي "نتمسّك بإنقاذ السنة الدراسية اجتنابا لسنة بيضاء وندعو الحكومة إلى وجوب التعجيل بحلّ مشكلة التعليم الثانوي واستئناف التفاوض لإيجاد الحلول الضرورية.."..

يبدو أن المسألة لم تعد تتعلق بوزير يدفع بالأزمة إلى افصاها ويزيد من صب الزيت على النار من خلال التهديد اليومي بالإقتطاع والوعيد بالتشكّي الجزائي مع بعض التصرفات اللامسؤولة من نشر للفيديوهات وغيرها .

الموضوع أصبح واضحا : هو موقف حكومي واعي ومتكامل بإنكار الحقوق المشروعة لقطاع التعليم الثانوي والدفع نحو كسر شوكة الجامعة العامة ومن وراءها أكثر من مائة ألف مربّي مع ما يمكن أن ينجرّ عن ذلك من تصعيد.

مجلس الوزراء اليوم ، وفي بداية عهد " اللّي ما يحياوش" ، يصرّ على مزيد تأزيم الوضع ويعطي بظهره لكارثة وطنية تنتظر السنة الدراسية ، وكأنه كيان أصمّ وأعمى إزاء ّما يخالج صدور ملايين التلاميذ والأولياء...إنّه الإستخفاف الكامل بقضية حارقة باتت تؤرق مئات آلاف العائلات …

القيادة النقابية في بيانها اليوم تعطى كل اهتمامها إلى إضراب الوظيفة العمومية المزمع إنجازه بعد أكثر من 20 يوما ، وتخصّص ـ من باب " الحشومة " ـ جملة جافّة لا تتجاوز الصيغ الفضفاضة ، وهي بذلك فتح الباب للإستفراد بتحرّكات الأساتذة وحصر جامعتهم في الزاوية ...وعسى الاّ يأتي اليوم الذي تقول فيه هذه القيادة " أُكلنا يوم أكل الثور الأبيض" ..

الحكومة وقيادة الإتحاد اليوم تقولان للأساتذة وللتلاميذ وللأولياء:

" فَاذْهَبُوا أَنتُمْ وَرَبُّكُــمْ فَقَاتِلُــــو إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ.." ثــمّ ماذا ؟؟ يبدو أن الحاكمين ممّن فقدوا الأدنى من الحياء يقودون البلد إلى المحرقة ، ويمضون بالأزمة إلى منتهاها ..عسى أن تكون فيها تربة ثرية للإستثمار.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات