يوم 14جانفي : لماذا لم يتساءل كبار الضاغطين على وزارة الداخلية ما الذي يجري في القصر الرئاسي اثر هروب بن علي؟

Photo

ابدا لا يمكن ان يخطئ الجماعة في تنفيذ الدستور بتعيين رئيس لتعويض الرئيس الهارب

لما كانت الثورة على اشدها امام وزارة الداخلية يشارك فيها عمداء ورؤساء المنظمات الهامة في البلاد لا احد تساءل ماذا يجري في القصر الرئاسي..ولما هرب بن علي ..لا احد تساءل ماذا سيحدث للنظام بلا راس ومن سيعوضه…

لماذا لم يتحرك عميد الاطباء وعميد المحامين وعميد الصيادلة وعميد القضاة وعميد المحاسبين وعميد المهندسين ..وعميد عدول التنفيذ وعميد الصحفيين ورئيس اتحاد الفنانين.....ورئيس رابطة حقوق الانسان ...و عدد كبير من الاساتذة الجامعيين من كل الاختصاصات ورؤساء نقابات تعبر عن وجود كل انواع الموظفين والعمال..لماذا لم يتحركوا نحو القصر الرئاسي والمطالبة بالإطلاع على ما يجري ..والسؤال عن اسباب خروج بن علي ...فلو فعلوا لتغيرت اشياء كثيرة خاصة وان محمد الغنوشي الذي استلم الرئاسة كان خائفا جدا وعاش احلك ساعات في حياته من الرعب ..لنتذكر مثلا انه اتصل بالطرهوني الذي القى القبض على الطرابلسية الذين كانوا يستعدون للهرب من مطار تونس قرطاج ..وأراد ان يسال اذا ما كان هناك انقلاب في البلاد ..ومتى ينوي قادته تسلم الحكم....!!!

لماذا غابت عن الشخصيات البارزة المتحركة في ساحة شارع بورقيبة ذهنية اليقظة ومتابعة ما يحدث في القصر الرئاسي ..ولما خرجت طائرة بن علي وحلقت فوق رؤوسهم عادوا الى بيوتهم في حركة غريبة من نوعها غير مفهومة .عادوا ليتابعوا الاحداث في هدوء غبي وفي فرحة الممسوسين في عقولهم…
اليس هذا امر غريب ..؟!

كيف لم يخطر على بالهم ان يلعبوا دورا اهم من الضغط على وزير الداخلية والمشاركة في الهتافات الجديدة التي تضمنت شعار ديغاج ..وشعارات اخرى كثيرة ..غاضبة وثورية ...ام ان هناك اشياء لم نعرفها ؟!

ومن كان يعد اللافتات العديدة التي رفعها المواطنون امام وزارة الداخلية قبيل هروب بن علي او تهريبه ومن كان يوزع اللافتات .....؟!

وهل يعقل ان يسقط بن علي في مشهد لم يحدث من قبل في اي بلد عربي في كامل تاريخه ...ويعود الجميع الى بيوتهم ..في اطمئنان كامل ...لمتابعة الجزيرة او القنوات الفرنسية..؟!؟!

هل انهم لا يفمهون طبيعة النظام ومتغيراته الممكنة ...هل هم جهلة الى هذا الحد ... وهل انهم لا يملكون خلفيات سياسية تخول لهم معرفة ما يمكن ان يحدث عند هروب الرئيس ....ام ان هناك امورا لا يجب ان تظهر للعيان وان تخرج الى الاسماع ... ؟!

وتبقى الاسئلة الى حد الان بلا اجوبة...

غياب هذا السؤال من ادمغة المتظاهرين من المعارضين و الحقوقيين وعمداء المنظمات المهنية هو الذي سمح بفرض المتعاونين الكبار مع بن علي الحكم من جديد اعتمادا على الدستور وفق ما اراده جماعة القصر لا المعارضة ولا الرجال البارزين في المظاهرات في كامل العاصمة . بل كامل الجمهورية ..هذا الخلل هو الذي جعل النظام يتواصل ..رغم هروب رأسه …

فهل يعقل ان تحدث ثورة في كامل البلاد ثم يعمد جماعة القصر الى الدستور ليستنطقوه كما ارادوا وقد اخطؤوا في البداية ثم اصلحوا الخطأ المتمثل في اعلان الوزير الاول رئيس البلاد ثم عينوا رئيس البرلمان ليتولى تحضير انتخابات رئاسية سابقة لأوانها....

وشخصيا لا اعتقد ان الجماعة في القصر وهم عفاريت السياسة على اكثر من خمسين سنة يخطئون في تنفيذ الدستور في بند يتعلق برئاسة الجمهورية وهو البند المحفوظ عن ظهر قلب اكثر من حفظ البند الاول الذي ينص على ان تونس بلد مستقل دينه الاسلام ولغته العربية …

لقد حدث امر ما ..هذا اكيد

من المؤكد ان جماعة القصر كانوا يحتاجون لرئيس يرتعش مثل محمد الغنوشي للحصول على توقيعات وموافقات معينة....

ان حكاية الخطأ في تطبيق الدستور كذبة كبرى لم يناقشها احد لان من سيطر على الاعلام في الايام الاولى من الثورة لا يرغب في طرح هذا السؤال . وعمل الجميع على تغييبه .انه من المستحيل ان يخطىء جماعة القصر الذين كانوا يتحركون لتعويض بن علي في تنفيذ بند من البنود الدستورية المتعلقة برئيس الجمهورية ..

هناك امر لا يجب ان يعرفه احد هكذا قرر الجماعة ...والى اليوم لا احد تحدث في هذه المسالة …

من يجيبنا ....؟! سؤال مهم جدا..وطلب ملح.. فما حدث اثر هروب بن علي اجهض الثورة ..وسمح للجماعة بسرقتها ..واختطافها ....وتغيير مساراتها لصالحهم ..

على كل ...الحمد لله انهم لم يقدروا على منع الحريات فقد انطلقت الحريات ...وتطورت في الاذهان .ونحن نتمتع بها الان مهما كان موقفنا من النظام السابق . ولا يجب ان نيأس لان الكثير من السياسيين والإعلاميين يستعملون الحرية لنشر الاكاذيب والأباطيل ..والتدجيل حتى يكره الناس الحرية ..ويصرخون من اعماقهم .للتأكيد ان الاستبداد أفضل ..هؤلاء يومهم قادم لا محالة و علينا ان نستمر في الايمان بالثورة ...لأنها ثورة ..وان حاولوا انهاءها ..وقتل استحقاقاتها …

وان غدا لناظره قريب..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات