تونس تنتصر ضد الارهاب، لكن،،،

Photo

تشير الساعة، الى السابعة صباحا ليوم الأحد من شهر ديسمبر الجاري، حيث شاءت الاقدار ان تواجدت في ذلك التوقيت بمطار تونس قرطاج، لاصطحاب أحد الأصدقاء، فكان الديكور صادما تتخله موسيقى صاخبة من الصراخ والاصطدامات والمشادات الكلامية بين الناس، لقد كانت الوجوه مصفرة والاعناق مشرئبة، والاعين تتطلع يمنة ويسرة وينبعث منها بريق، يدل على التأهب للتصادم،،،، كل الناس تنتظر الدخول الى المطار عبر ثالثة بوابات، أجانب، تونسيين وبعض من زبانية المطار، التي تتلقف حقائب المسافرين بمرآب السيارات، في تنافس وقد طغى على هندامهم لون أسفر بغيض، مقيط، مشع، ساهم في زيادة التوتر لدى المنتظرين.

Photo

Photo

Photo

هاته المشاهد،،، نحن نقاوم بها الارهاب،،،، دولتنا،،، تبث من خلالها الطمأنينة في قلب المواطنين والسياح،، لنخلص أن الامن الوطني بتعليمات وزارية قد مر بجميع درجات التأهب الأمني حازم ١ وحازم ٢ وحازم ٣،،،، نعم مشهد يشجع السياح على المجيء لبلادنا ،، يشجع المستثمرين الأجانب، للمجيء للاستثمار،،،، نعم،،،، شيء،،، يبشر بموسم سياحي هائل،،، آمن،،،، هاته المشاهد والصور التي التقطها لكم هذا الصباح، لأثبت لكم أن دولتنا تقاوم الارهاب وهي وفية للشعار الذي رفع في تلك المسيرات الكوميدية السياسية "تونس تنتصر ضد الارهاب ".

Photo

Photo

Photo

لقد وعدنا أولي الامر منا، أن الارهاب لن يغير في نمط عيشنا، لكن الوضعية تتأزم يوما بعد يوما، ولم تنجح الدولة سوى في بث الرعب في قلب المواطن، فلقد نجح الارهابيون من خلال أعمالهم البغيضة في تغيير نمط عيشنا، عاداتنا، فأصبحنا نشك في كل شيء بدرجة اننا أصبحنا نفتش في كل مكان، في حانة، في نزل في سيارتك، في مركز تجاري،،،، فكل منا متهم الى ان يثبت جهاز "السكانار" براءتك،،، فكيف انتصرنا على الارهاب وقد اصبح كل واحد منا في موقع ذوي الشبهة، متهم الى ان تثبت براءته.

لن اتحدث كثيرا في الموضوع حتى لا أُتهم بتمجيد الارهاب، لكن سأنهي قائلا، ان الحرب على الارهاب هي جملة من المعارك الميدانية والاستخباراتية واللوجيستية، ولكننا خسرنا المعركة النفسية، بحيث نجح الارهابيون في حصد عدد كبير من الضحايا الأبرياء، فتلوث المشهد البصري بالدم، باللون الأحمر، الذي لم نعرفه من قبل سوى في عيد الأضحى المبارك، فراحت الدولة تحت وطئة السيطرة النفسية للعمليات الارهابية، تسعى دون ان تدرك ذلك، في زرع الرعب واقتلاع الطمأنينة من قلب المواطن والأجنبي، فتغير نمط العيش،،، ندفع ضرائبنا، لتزرعوا فينا الرعب والخوف من خلال هاته الممارسات؟

ندفع ضرائبنا مقابل خدمات مرفق عام أمني، اقتلع الطمأنينة من المواطن؟ هاته الممارسات والصور مثل السباحة في البحر تحت رقابة الجيش والامن ودخول المطارات والمحلات التجارية في اكتضاض والخضوع الى التفتيش واجهزة السكانار، قد غيرت نمط العيش في تونس، وجعلتنا متهمين الى ان تثبت براءتنا، لكن الساهرين على أمننا بتونس ولئن تأثروا نفسيا مثلنا، فقد وجب عليهم مراعاة الجانب النفسي للمواطن الذي قد يطفح به الكيل، بعد ان خسرنا المعركة النفسية مع الارهاب .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات