بَديعِيَّات

Photo

سأكتفي بعصير اللّيل ...
خمرة للسّهر ...
و أوتار السّكون تعدّلت …
لتعزف للظّلام أحلام البصر …
و أنت هنا ...
كنشوة نور …
يتمايل من السّكر …
سأشرب نخبك …
حتّى الثّمالة …
أراقصك في عناق ...
و ألبسك سترة للعبادة …
حين يتبيّن خيط الفجر …
و ينادي المنادي …
فأقيم الصّلاة …
و أنا كامل الطّهر …

****

أحترت في الخيار ...
بين موقع ظاهر لا يشهدني فيه إلاّ ظلّي ... و طمعي …
و بين تموقع مخفيّ أشعّ فيه لمن لم يظهروا بعد ... و قلمي …

****

الطريق طويل …
و شاقّ …
كثير المعابر …
على كلّ معبر بوّابة …
حرّاس كثر …
و تخابر …
و كلمة سرّ …
تتغيّر … للمرور
بلا ذاكرة …
و الوطن مرتهن …
تحيط به الأشواك …
و الأسلاك …
و المنابر …
ينتظر منّا دفع الضّرر …
و رفع الخطر …
بالتّناظر و التّحاور …

****

حين تغيب الأخلاق يجفّ ماء الوجه فيسقط الحياء حاملا معه الأنف …

****

إنّ الرّوعة تحملها الأنثى و تهبنا منها القليل من حين إلى حين …
كلّما أطلّت علينا … تلهمنا ، فينتابنا الإبداع … هكذا هي ! سخيّة العطاء …
لاجل ذلك يحسدنا الحسد و مبتدع الحسد …

****

الفساد كلمة كبرت حتّى إنحنت من ثقلها الجبال …
لأنّ المفسدين لهم الطَّوْلُ في الأرض و في العرض …
الفساد ساد و يسود و ليس لنهمه وصف و لا حدود …
و المفسدون ينهبون حياتنا و يمشون فوق أجسادنا …
فلا حريّة مع الفساد و لا كرامة بجنب المفسدين …
إنتهكوا الفساد و أسحقوا المفسدين …
يخلو لكم وجه الوطن و ينزل الغيث النّافع …
فتزهو الأرض و تخضرّ و يغرّد الطّير فوق الشّجر …
و يحلو العيش لكم بعد طول إنتظار … أيا بشر …

****

الكلمة ذلك السّيف المغلول حان وقت إستلاله من غمده …
فالفرسان ما ماتوا و ما عرفت أمّهاتهم سنّ اليأس …
يا أعداء الشّعوب و الحرّية فرّوا … فرّوا قبل تسحلوا …
ففرسان الكلمات هم جيش المقدّمة و دليل الطّريق …

****

يمكنكم أن تسخروا من عجزي و أن تستخفّوا بقهري فلن تمسّوني بسوء …
ما دام لي بالرّوح وعي يسكنه عقلي و حسّ يأوي إلى قلبي و نور يشعّ في صدري …
فغدا موعد النّصر و ميقات وعدي و عهدي و إن لم يكن لي في المكان الحضور …

****

إذا وصلت البشاعة و التوحّش ما بعد حدود المعنى …
فلا مفهوم و لا عذر يبقى للحرب و لا للجهاد و لا للمقاومة …
إذا لم تكن أولى أهدافها الرّؤوس المدبّرة و الأموال الدّاعمة قبل الأطراف …

****

رأيي المتواضع على هامش ما جاء على لسان الشّيخ راشد الغنّوشي في تحديد موقع النّهضة الحزب من الدّيمقراطيّة …

المسلمون الدّيمقراطيّون هو على ما أظنّ مفهوم يربط الدّيمقراطيّة بالإسلام كحالة طبيعيّة ، بدون لفّ و لا دوران ، تحدث طريقا جديدا ، لا نفاق فيه و لا تبعيّة لمفهوم مسقط من فوق يدّعي العلمانيّون الوصاية عليه و المسيحيّون أبوّته ، يفتح الباب على مصراعيه لوصال و تصالح الإرادة الشّعبيّة بالمشيئة الرّبّانيّة و تصحيح المفاهيم … لأنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم … أي ممارسة للحكم و تحمّلا لنتائجه … ممّا يسقط العداء و التّكفير بين العلمنة و التّديّن كطرفي صراع … إذ لا تناقض بين الحكم الشّعب الرّاشد بالعقل و العدل و بين حاكميّة الله …

****

معذرة سيّدتي
لذاك البيان العاري …
لقد منعت عنه لساني
فتسرّب بين أناملي …
تدفعه مشاعري
المثقلة بالسّرّ …
ما كان قصدها
أن تشي بالرّوح …
لكنّ الكلمات
يسحرها نقيع الحبر …
و تنتشي بالمشاعر و الدّم …
و حسيس الحنين
الممزوج فرحا و ألم …
و كلاهما يسكن قلبي
و يضخّ في كياني …
عزما و همم …

****

يا أمرأة
تحمل نصفي
و سرّ نبضي
و حجبتها عنّي
وجوه النّساء …
و حجزتها الحرمات
بظلم العادات
و زيف الرّجال
و موانع الحياء …
هلّا رأيت
عمري يجري
و هل علمت
أنّه ينوي الرّحيل
و لم يبق فيه
ما يسع اللّقاء …

****

مللت الصّمم …

سأعتنق صمتي …
لكي لا أضام …
و أعانق الصّدى …
لعلّ المدى
يبلّغ صوتي …
على مرّ الأيّام…

****

الشّمس تُأجّل للأرض نومها …
تسحب منها رخصة السّبات …
و تُعلن في الأجواء حالة الطّوارئ …
الشّهب مُسْتنفرة … و الأخطار مُحدّقة …
و الشّمس لا تنسى أنّها وليّة حارسة …
السّحب ممنوعة من الإجتماع و التّلبّد …
و القمر مُراقَب تحت الإقامة الجبريّة …
يُخشى منه هيامه بالأرض …
و تجرّؤه على الخسوف …
البحر يحسر أنفاسه و يعدّ حركاته …
و يمنح الرّياح عطلة مفتوحة …
السّاعة حاسمة و لا مجال للتّعرّق …
فالتبخّر مردود من السّماء …
السّماء أوقفت الإنتداب …
و أقفلت الأبواب …
الحرب على المسّببات قادمة …
و النّاس تهيّأوا و جمعوا الأسباب …
فيا بني وطني هلمّوا … هلمّوا …
لرجع الصّدع … و ردم الخراب …
ألا إنّ نصر الله قريب …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات