يوميات الثورة التونسية – فيفري – مارس 2012 -Journal de la Révolution -février – mars 2012

Photo

10/02/2012
هناك من لا تزال تخامره الشكوك في أنّ باجي قايد السبسي كان ولا يزال حامل راية الثورة المضادّة…
هناك من لم يستوعب بعد أنّ الحرب الضروس ضدّ المنظومة الشرعيّة (الرئاسة، الحكومة، المجلس التأسيسي) هي ليست معركة إيديولوجيّة بين دعاة "الحداثة والحريّة" من جهة وبين "اليمين الديني الرجعي العميل وحلفاؤه" من جهة أخرى… المعركة الحقّ هي بين منظومة الثورة من ناحية ومنظومة الثورة المضادّة من الناحية الأخرى…
الوقوع في مثل هذا الاشتباه قد يجعل من صاحبه الجندي المغفل في صفّ أعداء الثورة…

12/02/2012
إنّ ما شهدته وتشهده تونس منذ حلول موجة البرد والثّلوج الّتي نكبت العديد من المناطق لا سيّما في الشمال الغربي، من تضامن وتعاون وتآخي من كلّ مناطق البلاد لهو دليل قاطع بأنّ 56 عام من سياسات التجهيل وبثّ الفرقة والجهويّات والأنانيّة وضرب العزيمة والإرادة وتصغيير الضمائر وإماتتها لم تنجح في قتل الإنسان في التونسي… ولم تجعل منه هذا "الأكول الجبان"…تلك الصورة التي كرّسها نظام بن علي ببوليسه وإعلامه ومثقّفيه ونخبه… ها هو التونسي رغم ما يمرّ به من صعوبات اقتصاديّة ومن اضطرابات حقيقيّة أو مصطنعة يبرهن بأنّه قادر أن ينسى نفسه ولو به خصاصة ليؤثر غيره…

ألا ترونَ أنّ في أروبا، قارّة "القيم الحضاريّة" (كما صرّح بذلك وزير الداخليّة الفرنسي) وبسبب نفس الكوارث يموت المئات ممّن لا مأوى لهم غير الطريق على مدار العام؟

فهنيئا لنا بشعبنا وبثورتنا… والخزي والعار لمن لم يترك مناسبة (حتى البرد والثلوج) إلاّ وحوّلها إلى بضاعة سياسيّة يريد بيعها لعلّه يحصل على ربح سياسي زهيد… بئس التجارة وبئس المسعى… الخزي والعار لمن يبثّ اليأس والإحباط لعلّه ينال من هذا الجسد الواحد في توادّه وتراحمه…

لن يمرّوا… لن يمرّوا…

13/02/2012
ما يحدث الآن في اليونان (وليست هذه المرّة الأولى، ولقد سبقتها أحداث مماثلة في إيطاليا وإسبانيا وفي البرتغال وحتى في الولايات المتّحدة) لهو امتداد، من حيث كونه ردّة فعل شعبيّة عارمة، للزلزال الذي تبع الثورة التونسيّة… فهذه الأخيرة اتّسمت من حيث مدلولاتها الكبرى بأنّها ثورة كرامة… كرامة الإنسان المهدورة إنسانيّته لا بالدكتاتوريّة السياسيّة فحسب، بل أيضا بدكتاتوريّة رأس المال المتغوّل والذي يتجسّد عبر مقولات "اقتصاد السوق" واللبراليّة الاقتصادية" التي لا يعرف نهمها حدودا، وكذلك عبر المؤسّسات النقديّة الدوليّة والشركات المتعدّدة الجنسيّات أو بالأحرى التي لا جنسيّة لها غير الرّبح مهما كان الثمن…
لا بدّ لديمقراطيتنا الناشئة في تونس أن تراعي هذا المعطى المهمّ من منطلق الوفاء لمبادئ الثورة أوّلا وتحقيقا لأهدفها ثانيا وتمشّيا مع قيمنا الحضاريّة التي ركّزت على مركزيّة الإنسان وحرمته… أليس هذا الأمر من صميم هويّتنا؟ أم أنّ الهويّة شكل وهندام وطقوس فحسب؟

نعلم أنّ بلادنا محتاجة اليوم أشدّ الحاجة إلى المستثمرين وإلى رؤوس الأموال الداخليّة والخارجيّة وإلى السياحة وووو… ولكن لا بدّ من التفكير منذ اليوم بمنطق القطيعة والتأسيس… القطيعة مع ما جاءت الثورة لهدمه والتّأسيس لرؤية جديدة تطمح إلى تحرير الإنسان وإعادة الإعتبار له… ولن تفلح التنمية الجهويّة ومشاريع التشغيل ما لم تُبنى على وبإنسان حرّ ومسؤول… والليبراليّة الرأسماليّة اليوم هي المستفيد الأكبر من تقييد الإنسان بشتّى الأغلال ومن عدم تحميله مسؤولية قراره… فهو من منظورها مجرّد منتج ومستهلك فقط… ولذلك دعمت الليبراليّة الرأسماليّة الديكتاتوريات إلى آخر رمق لها… وهي تحاول الآن العودة تحت غطاء دعم ثوراتنا… فالحذر كلّ الحذر… فهي أفعى بمائة رأس…

13/02/2012
Que la chaine "Nationale" tunisienne, encore infestée des vieux rats de l'ancien régime, s'entête à rappeler toutes les deux minutes que le Président Marzouki est provisoire et que le gouvernement l'est aussi, ne change rien à la donne… car l'essentiel est qu'ils sont tous deux LÉGITIMES… LÉGITIMES… LÉGITIMES…

15/02/2012
قبل أسابيع كنتُ قد كتبتُ مقالة ندّدتُ فيها بما مورِس على شخصي زياد كريشان وحمّادي الرديسي، مع اختلافي الجذري معهما، من عنف لفظي وجسدي.. ولكن ها هو العنف.. بل محاولة القتل تطال أحد الشبّان المتدينين على هامش محاضرة وجدي غنيم.. وهذه لعمري جريمة لا تبررها الملابسات مهما كانت.. ولا بدّ للقضاء أن يكون حازما مع من اقترفها حتّى لا تتحوّل الحرّية التي افتكّها شعبنا بأبهض الأثمان فوضى واقتتال وهذا ما تسعى إلى تحقيقه بعض الأطراف في الداخل والخارج ممّن يخشون من الديمقراطيّة على مصالحهم الماديّة وعلى مستقبلهم السياسي..

الفكرة السائدة، والتي لطالما روّج لها الإعلام الغربي (الفرنسي خاصّة) والإعلام البنفسجي، هي أنّ الإسلاميين يميلون للعنف بالطبع وبالفكر، وأنّ السّجون والمنافي والاستئصال هي أجدى الحلول بهم.. ولكنني لم أر عنفا (والعنف ليس عنف اليد واللسان فحسب)، ولا حقدا وإقصاءا يوازي ما نجده عند من تسمّى بالحداثة والديمقراطيّة.. بل إنّ بعض الأطراف اليساريّة، لا كلّها، لطالما نظّرت للعنف باسم الثوريّة، والثوريّة منها براء.. وما مجزرة كلّية الآداب بمنّوبة سنة 1982، لمن عايشها إلاّ دليلا عمّا ينتهجه بعضهم من مماراسات..

وأكاد أجزم بأنّ قلّة العدد وضعف العزيمة هي التي حالت بين هؤلاء وبين محو الإسلاميين من الوجود..

فالحذر كلّ الحذر من الإنزلاق في أخطبوط الإستفزازات التي نعلم مؤدّاها..

16/02/2012
قد نختلف كلّيا أو جزئيّا مع خطاب وجدي غنيم وغيره.. فهذا من البديهيات في عالم الأفكار مهما تناقضت.. ولكن من واجبنا التفطّن إلى من جعل من ديدنه بثّ الفتنة والفرقة وخلق بؤر التوتّر مستغلاّ في ذلك كلّ كبيرة وصغيرة.. ولنذكر كيف وقع بثّ الرعب والتوتّر منذ الأيام الأولى للثورة عبر الإشاعة.. والإشاعة هي من أسلحة الدمار الشامل.. وكذا التلاعب بعواطف الناس وبثّ الخوف فيهم..
والبعض ممّن يدّعون "الحداثة" و"الديمقراطيّة" و"اليساريّة" يستعملون أقذر الوسائل في مجابهة خصومهم.. ألا وهي الوسائل المستعملة من قبل اليمين وأقصى اليمين في فرنسا.. لا سيما عند اقتراب الإنتخابات حيث تركّز على الشعبوية والتخويف من المهاجرين ومن الإسلام وووو.. وتنتقي لذلك الصور وما شذّ عن القاعدة من الأخبار..
وما مثل انتشار مسألة "ختان البنات" بالصوت والصورة، واختزال الرجل في مهمّة "طهّار" واللعب على وتر الشوفينية التونسيّة وسبّ كلّ ما يأتي من الشرق إلاّ دليل على تهافت أدعياء "حريّة التّعبير" وتشبّعهم حتّى النخاع بثقافة العهد البائد الأحاديّة والمقولات الروبافيكيا المستوردة من فرنسا..

فالجذب إلى الوراء ليس علامة مسجلّة باسم الملتحين والمنقبات..

27/02/2012
الإتحاد العام التونسي للشغل مؤسّسة وطنيّة عريقة لها أمجادها التي لا يمكن لأحد إنكارها… ومن رجالها من بلغوا أرفع درجات السموّ الوطني من أمثال فرحات حشاد ومحمد الفاضل بن عاشور وغيرهم كثير… ولكن فيهم أيضا من بلغ أرذل رتب السقوط في الحظيظ… ألم يرتبط مصير هذه المنظمّة بمصير الحزب الحاكم بٌعيد الإستقلال وإلى حدّ 1978 تاريخ الفصام الأوّل؟ ألمْ يقع تدجين الإتّحاد بواسطة قيادات لا يختلف اثنان في فسادها وولائها اللامشروط لديكتاتورية السابع من نوفمبر؟ ألم تكن هذه القيادة هي أحد كبار المتضرّرين من ثورة 14 جانفي وما تبعها من انتخابات حرّة؟
إذًا لنكفّ عن اللعن المطلق وكذلك عن التقديس المفرط للإتحاد… وليكفّ الأراذل ممن ثبت عليهم التورط في الفساد والولاء لبن علي عن التمسّح بصورة حشاد ومحمد علي الحامي… فهم من البعد عنهما بمكان… وليكفّ اليسار الإنتهازي واليمين المتعفّن عن انتهاز الفرص بتسييس كلّ كبيرة وصغيرة في البلاد… فوالله لو تمادوا في هذا الطريق فستكون الهزيمة القادمة هي القاصمة، التي ما بعدها قائمة!

7/03/2012
Enfin, la compagne électorale pour les présidentielles en France, commence à poser les "vrais" problèmes qui tourmentent les Français et qui minent le pays : « la viande halal » et « l'immigration »… Au diable les affaires, la désindustrialisation, les fermetures d'entreprise, les "jeux" de la finance, le mal-logement, le chômage croissant, le sous-emploi, l'école aux abois, le suicide au travail et ailleurs… N'est-ce pas là le contre-modèle de la Démocratie et de la "modernité" que l'on veut à tout pris nous les apprendre?

7/03/2012
عندما يلتقي التّديّن الإنفعالي بالجهل من ناحية (الجهل بالإسلام نفسه وبالتاريخ وبأبجديات العمل السياسي) وبرعونة الخُلق والسلوك (الغلظة والفضاضة) من ناحية أخرى، تبدأ مسيرة هدم صرح الإسلام بأيدي من يتسمّون بإسمه ويدّعون تمثيله دون غيرهم.. إنّها الفتنة يا مولاي.. فبئس من أشعل فتيلها مهما طالت لحيته ومهما اسودّ جبينه..

8/03/2012
إلى جهاديّي الساعة الأخيرة…
وإلى ثوريّي ما بعد الثورة…
يا من ينطبق عليهم المثل الشعبي : "غيب يا قطّ، ألعب يا فار"… لأنّكم لم تظهروا عضلاتكم وبعض "رجولة" إلاّ بعد أن فرّ الديكتاتور… ولو كنتم غير ذلك لسمعنا بكم ورأيناكم تخوضون الوغى قبل 14 جانفي…

ها أنتم اليوم تنعمون بحرّية ما دفعتم ثمنها، فتملؤن الساحة بهياجكم وصراخكم ومعارككم المخزية… يستوي في ذلك أدعياء "الحداثة" وأدعياء "الدّين"…

بئس العمل ما أحدثتموه، يا رؤوس الفتنة، منذ أطلّت علينا شمس الحريّة… لقد أفسدتم على الشعب ثورته التي أشعلها من أجل الكرامة… فصدع : "الكرامة قبل الخبز"… فأبيتم إلاّ أن تُمرّغوا بأنفه في حضيضكم… فنادى بعضكم: "الخبز الخبز ولا شيء غيره" ونادى البعض الآخر بأسبقيّة اللحية والعمامة والسواك حتّى على الشهادتين إن لزم الأمر…

خسئتم بما سبق منكم من جبن، وبما لحق منكم من رعونة وفوضى…

وا خجلي منكم يا شهداء الثورة…

25/03/2012
Aujourd'hui, à Monastir, la contre-révolution avec toutes ses ramifications et ses couleurs fait son show… une véritable exhibition obscène et obsolète, dont le but ultime est la sauvegarde de l'ordre ancien et les privilèges qui en découlent…

En affichant de la manière la plus ostentatoire l'image d'un bourguibisme d'outre-tombe elle affirme sa négation des fondements même de notre Révolution… pire encore, elle persiste dans l'insulte à nos martyres et à tous ceux qui ont souffert dans leurs chair et âmes d'un demi-siècle de monopartisme, de népotisme, d'injustice, d'arbitraire, de régionalisme, de corruption, d'aliénation culturelle, de mise sous tutelle étrangère du sort du pays, etc.

Le gouvernement postrévolutionnaire, ainsi que toutes les forces de la Révolution doivent, sans plus tarder, cesser toute tergiversation et autres politiques de compromis… Car une Révolution qui se respecte doit marquer son territoire et imposer ses règles… Dans une Révolution, il y a des vainqueurs et des vaincus… Ces derniers n'ont aucun mot à dire… si ce n'est demander pardon et se taire…

28/03/2012
L'application de la Charia n'a jamais été, à ma connaissance, une revendication d'Ennahdha d'abord, parce qu'elle sait que l’immense partie du Droit tunisien est inspirée du droit musulman et ensuite parce qu'une telle revendication la met dans une insoutenable contradiction idéologique. Pour ce mouvement, l'idéologie musulmane est globale (choumouliya) et ne peut être fractionnée… la Charia n'est qu'une partie infime de l'Islam… (Sur 6000 versets du Coran environ 200 seulement traitent de questions de Droit). Ceci nous amène à faire une distinction radicale entre Ennahdha et la nébuleuse salafiste qui s'est développée justement en son "absence" pour cause d'emprisonnement et d'interdiction de droit de cité… cette nébuleuse salafiste, marquée dans son attachement à la charia par un juridisme obsessionnel, faisait inconsciemment le jeux des dictateurs et même des pseudo-modernistes et autres intégristes de la laïcité (en Tunisie comme ailleurs) en jouant le rôle de l'épouvantail car elle est facilement et effroyablement identifiable (look oblige!), facilement manipulable et infiltrable (il ne suffit pas de grand-chose pour devenir salafiste : c'est une question de pilosité et de tissu!) et enfin, méchamment bête et stupide, puisqu'elle réagit au quart de tour à la première provocation/piège tendue par son équivalent, intégriste de la modernité et de la laïcité… Rappel : pour devenir membre d'Ennahdha (avant qu'elle ne devienne un parti politique légal) il faut plusieurs années de formation (et non pas d'endoctrinement).

30/03/2012
Quand Nejib Chabbi (PDP) qualifie à Monastir, Lors du grand show contre-révolutionnaire, Beji Caid Essebsi de « grand homme », il me rappelle le film "Chérie… j'ai rétréci les gosses!"… Chebbi est devenu tellement petit qu'il voyait tous les nains de l'Histoire des géants…

Cet homme qui a amorcé sa chute, déjà, bien avant la fuite de Ben Ali… il s'est suicidé politiquement… pire encore il a suicidé également parti… sa propre famille politique…

L'on ne peut lui reprocher son côté "réformiste" (c’est-à-dire non révolutionnaire) ; il l'a toujours été… Sa trajectoire et ses dérives prouvent une seule chose : son opportunisme sans égal, sa soif illimitée du pouvoir : pour l'atteindre, tous les moyens sont bons… y compris la réhabilitation du Bourguibisme… y compris l'alliance avec les rats du RCD… Avec Beji Caid Essebssi, ils forment le tandem de tête de la contre-révolution…

Puisse Dieu nous préserver de la "petitesse" morale et de la myopie politique…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات