ابرع قتل هو ان تدفع الآخر للانتحار...!!!

Photo

لم تفارق مخيلتي صورة المرحوم وجدي بوسعدة ذلك التلميذ الذي انتحر شنقا تحت شجرة يابسة شحّ ظلّها و سقطت جل جذوعها و اوراقها في احدى القرى النائية من معتمدية العلا القيروانية المنسية ...و لم تفارق مسامعي صوت والده و هو يتحدث عن ظروفهم القاسية وسط الفقر و الاحتياج و الخصاصة و العجزعن توفير ما دون الحاجيات الاساسية لولده الذي لم يكن يتمنى الا ان يدرس و يتعلّم و ان يتم تعبيد الطريق الوعرة التي تصله بالمدرسة... و ان يجد شربة ماء عذبة تنهي عذابات البحث اليومي عنه...فلم يجدها لاكرامه و غسله حتى و هو ميّت....

حضر "المعتمد" يوم الدفن و رأى وجه الخصاصة و اشتم رائحة الحاجة فعائلة سعيد لم تأكل اللحم فقط لمدة ثلاثة اشهر بل تفتقر الى شربة الماء و طريق تليق بالدواب...فخرس المعتمد و عجز عن الكلام فجائزة نوبل لا تمرّ من هناك و الحوار و التوافق لا يعني لهم شيئا و شقوق النداء و صرعاتهم لم يسمعوا بها و شمس الباجي لم تطلع عليهم بعد و الكفاءات لا تفقه اوجاعهم و النمط لا يليق بهم و الحداثة تستحي من فقرهم و النساء هناك ليسوا ديمقراطيات و الحقوق خرافة لم يقصّها الاجداد عليهم و الرهن و البيع و التصكيك اخبار لا تعرفها مسامعهم و ياسين ابراهيم مجهول في قريتهم و التنمية حلم مختصر في شربة ماء لا تعرفها مخططات "لازار بنك"...و الاستثمار ليس الا جريمة قتل لا تكتمل الا بدمائهم…

فابرع قتل هو ان تدفع الآخر للانتحار...!!!

****

حين يضع الارهاب بيضه…

مجزرة فرنسا هي آخر المؤشرات التي تدل على ان الاستراتيجيات لم تكن للقضاء على الارهاب و لا على داعش...انه يكبر و يتطور و يتعملق و يحضى بعناية الام لابنها عناية فائقة بأساليب حديثة و متطورة لا تملكها الا الدول القوية العظمى...انه بينهم اليوم و يضع بيضه في قلب عواصمهم...و يخترق اجهزتهم خاصة اذا علمنا ان فرنسا نبهت قبل ايام من تهديدات ارهابية و فشلت في التصدي لها....

هم من يحددون تعريف الارهاب و هم من يحصرون الاعمال الارهابية....فالارهاب عندهم حسب المصلحة و يمكن ان يتجزء او بالالوان او بنظام HD او بنظام الثلاثة ابعاد 3D...فالارهاب في افريقيا الوسطى ليس كمثله في ليبيا و الارهاب في فلسطين و قطاع غزة ليس كمثله في سوريا...فقطع رؤوس الابرياء في قطاع غزة عن طريق القنابل المتطورة ليس كقطع الرؤوس بسكاكين الدواعش...و البشر هنا ليسوا كالبشر هناك...و بكاء الثكالى هنا ليس كالعويل هناك...و الدم الاوروبي انقى من الدم العربي...و المواثيق الدولية ملزمة للعرب و المسلمين و لعبة لدى الاعضاء الدائمين...و الانسانية ان تجلب الشرّ و الموت و الدمار هنا و تتشدق بالمبادئ الكونية على المنابر الاممية هناك...و الحرب ضد الارهاب و كل اشكال العنف كذبة...و دعم الارهاب و تسليح الاستبداد حقيقة...و الادوات التكفيرية و الاموال البيترولية و اللوبيات العالمية لا شك فيها...و رائحة الموت و احساس الرعب و الخوف التي اخترقت كل الحدود لا يوجد اصدق منها…

فالارهاب كبر و عشش و وضع بيضه و فرّخ في كل مكان…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات