الخيانة كالجرب…

Photo

كان الحوار الوطني فخا نصب بإحكام و كان التوافق مغشوشا استعملت فيه كل مساحيق المسرح و كانت خارطة الطريق لا ينقصها إلا بناء الجدران على الطريقة الصهيونية...فقد نصب اساسا لإخراج القرار من قبة المجلس التأسيسي و تقزيم اغلبية مرتعشة لم تستهوي مافيا اقلية متنفذة بمسحوق التوافق الذي انتزع بمجرد الالتجاء الى التصويت(الية لفرز الاختلاف لا التوافق) لاتخاذ قرارات كانت تصب اساسا في صالح المنظومة القديمة بكل رموزها الحاكمة و كرتونات المعارضة خطت في خارطة الطريق التي حددت اجل كتابة الدستور الذي تجاوز مدة العام كما زعموا و اليوم يداس ذلك الدستور تحت الاقدام و تجاوزوا كل الاجال الدستورية للمجلس الاعلى للقضاء او المجلس الدستوري و التي رسمت طريقا سريعا لتحييد المساجد و قطعته امام تحييد الادارة...

كان الحوار الوطني بمثابة الخيانة فلم نر توافقا و لا تناغما و لا تحييدا و لم تخرج تونس لا من ازماتها السياسية و لا من ازماتها الاقتصادية و بقيت عالقة في عنق الزجاجة و الادهى اصبح التخوين و التناحر و صراع العصي و الهراوات داخل الحزب الحاكم بمثابة تنوع الرؤى و اختلاف فكري طبيعي و اصبح توافد التجمعيين على الادارة حماية للنمط المجتمعي و حفاظا على الكفاءات التي "خدمت البلاد"....

وصل جرب الحوارالى اذرع الحمار اتحاد الشغل و منظمة الاعراف حتى انعدم التوافق و استحال الحوار و ذهبت مصلحة البلاد و العباد ادراج الرياح فالسيدة بوشماوي لا تقبل التهديد و الوعيد و التصعيد و السيد العباسي لا يؤمن ايمانا قاطعا بالتوافق و الحوار و لا يملك من الاسلحة إلا الاضرابات و الاعتصامات فالأعراف هنا سيدفعون من جيوبهم العزيزة التي تأخذ و تنهب و لا تعطي او تهدي و ليست الدولة التي سرعان ما ترميها المفاوضات و الاضرابات و تجبرها على القفز في بحر التداين و الاقتراض.

تلك هي الخيانة كالجرب لا تختفي طويلا بل سرعان ما تظهر و تتقرّح و تتفرّع و تفرز القيح و الدّمل و تبعث الروائح الكريهة التي تكدّر راحة صاحبها و تنهك جسده اولا ثم تنشر العدوى لمن احتكّ بها و لامسها.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات