عبد الفتاح السيسي و ديفيد كاميرون…

Photo

ان القرار ألبريطاني بوقف رحلات شركات الطيران الى شرم الشيخ" عشية زيارة عبد الفتاح السيسي اليها هو اهانة بالغة لمصر وللعرب جميعا . كما أن تأكيد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، ووزير خارجيته، فيليب هاموند، حول ترجيح اسقاط الطائرة الروسية بقنبلة زرعتها خلية تابعة لـ”الدولة الاسلامية” ويتم هذا خلال حضور السيسي الى بريطانيا فيه نوع من تصفية الحسابات مع روسيا على حساب مصر والشعب العربي. فهل الهدف من استدعاء السيسي هو دعمه أو اضعافه ؟

فقرار كهذا يعني عمليا القضاء نهائيا على ما تبقى من شريان الحياة في جسم السياحة المصرية التي ترتكز على توافد البريطانيين والألمان والروس ومثل هذا الأجراء يضرب في مقتل الاقتصاد المصري الذي يسير نحو الانهيار الكامل. لقد جاءت عملية اسقاط الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء لتغطي على هذه الزيارة وتجعل القيادة المصرية الحالية تقبل بآي اشتراطات خارجية ولم تفلح "العملية ألإرهابية ضد منطقة الشرطة في سيناء من خطف الأضواء والاهتمام. ولم يبقى أمام السلطات المصرية التي تلقت العديد من الصفعات الدبلوماسية إلا أن تتحلى بالشجاعة الكافية لمصارحة الشعب والاعتذار له والذهاب الى توافق سياسي يوقف الانهيار ويبني للمستقبل وإلا فان التحديات والصعوبات ستتضاعف والخاسر الأكبر هو الشعب العربي الذي حلم بالحرية والكرامة والعدالة وتحرير فلسطين ودفع من أجل ذلك من جهده ودمه وشبابه الكثير.

وللتذكير فان الوضع المصري الراهن لا يسر أي عربي أو وطني شريف لأن ضعف مصر أو اضعافها هو اضعاف للعرب جميعا ولعل دلالات هذا الضعف كثيرة نذكر على سبيل المثال لا الحصر ما حصل خلال الفترة الماضية مثل - رفض دولي شبه كامل لانضمام مصر لعضوية الاتحاد الدولي للبرلمانيين خلال دورته الأخيرة ولم نجد من يسوق للنظام المصري الحالي إلا حكومة الأمارات العربية المتحدة ودولة جنوب السودان و الكيان الإسرائيلي وهي كيانات لا تحظى بالمصداقية الدولية - امتداد السخرية الغربية من الترحيب الأعلامي المصري الكبير بعضوية مجلس الأمن والحال أن العضوية شكلية وتتم حسب ترتيب أبجدي وباتفاق المجموعات ولا توجد منافسة أو اضافة خاصة مع سيطرة المجموعة التي تمتلك حق الفيتو - تواصل اتهام كبرى الصحف الغربية للنظام بالديكتاتورية وانتهاك حقوق الانسان والعدالة واعتبار الانتخابات الأخيرة نوع من الأستبلاه للشعب وتبذير للمال والحال أن البلاد على حافة الافلاس المالي :

-توتر العلاقات مع كل دول الجوار باستثناء دولة الاحتلال يجعل البلد عرضة لكل انواع الابتزاز أولها التفويت في الثروات الوطنية (مثلا سد النهضة وبيع الغاز (كشف تقرير صادر من منظمة الشفافية الدولية حول مؤشر مكافحة الفساد في قطاع الدفاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن أن الجيش المِصْري من أكثر الجيوش فسادًا في المنطقة العربية وشمال إفريقيا ومعلوم أن الفساد يساعد على عدم الاستقرار ويؤدي إلى زعزعة الأمن.

- حلول منظومة التعليم المصرية في المرتبة قبل الأخيرة في التنافسية العالمية لعام 2015 للمنتدى الاقتصادي العالمي.

– تجميد سويسرا لإجراءات اعادة الأموال المنهوبة الى حين حصول القضاء على ما طلبه من السلطات المصرية وهذه المبالغ المهمة كان من المفترض أن يتم اعادتها للدولة و استثمارها ولكن غلبة شبهة الفساد في ادارة الوضع جعل هذا الملف غير ذي أولوية في الوقت الحالي.

- اصرار البنك الدولي على الأشراف بنفسه على تنفيذ مشاريع التنمية التي يقوم بتمويلها عبر قروض وكذلك حرص الصندوق الأفريقي للتنمية على الحصول على ضمانات مقابل 3 مليارات التي تطلبها السلطات القائمة يؤكد على غياب الثقة في المسار الحالي.

- تواصل انهيار الجنيه مقابل العملات الأجنبية وهروب المستثمرين الأجانب وغلق الشركات الكبرى لفروعها في مصر هو راجع بالأساس لتفشي وانتشار الفساد وغياب السياسة الواضحة والشفافة لمحاربته ختاما على شرفاء الوطن وهم كثر ان يسارعوا باتخاذ الأجراءات المؤلمة والتاريخية من أجل انقاذ مصر والعرب من التلاشي والضياع.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات