أمّ المَحَبّات

Photo

قُمْ للأمَيْمَةِ في مَدَى أعْتابِها
واخْفِضْ جَنَاحَك ما حَللْتَ بِبَابِها
ألقِ السّلامَ مُعَطرًا بمَودّةٍ
قَبّلْ يَدَيْهاَ واعْتَذِر لِجَنَابِها
وانْظُرْ إِلَيْهَا كَيْ تَرَاكَ بِقَلْبِها
لِتَرَى بِعَيْنَيْكَ الشّجُونَ ومَا بِها
وَتَرَى الحَدِيثَ عَلَى الجَبِينِ مُسَطّرًا
يَا كَمْ سَهَوْتَ عنِ الرّؤى بِكِتَابِها
فَاذكُر فؤادا قد حَواكَ مُحَصّنا
عَبَّ المَواجعَ واكْتَوَى بِحِرابِها
لتظل محفوظ المُقام مُكَرّما

تغْذوك من دَمِها ومِن أطْيابِها
وَهنَتْ فمَا كَرِهَت لقاءَك إنمَا
شغُفَتْ بنَبضِكَ وانْتَشَتْ بِعَذَابِها
حَتّى أَتَيْتَ فَعَانَقَتْكَ بِدَمْعَة
وَبِبَسْمَةٍ وَرَأتْكَ كُلَّ ثَوَابِها
ورَوَتْكَ منْ ثَدْي الأمُومَة حُبَّها
وسَكَنْتَ في أشْواقِها وَلُبَابِها


يا كَمْ لَهَوْتَ بِحِضْنِها وغَفَلْتَ عَنْ
تَحْذِيرِها وسَخِرْتَ منْ أَتْعَابِها
وَرَكَضْتَ تَزْهُو بالطّفُولَةِ عَابِثًا
لا تَعْتَنِي بِنِدَائِها وَعِتَابِها
فَتَظَلُّ شَاخِصَةَ الفُؤَادِ شَرِيدَةً
حَتّى تَعُودَ كَطَائِرٍ، لِرِحَابِها
تُصْغِي لِبَوْحِكَ بِالجَوَارِحِ كُلِّها
وتَذُوبُ فِيكَ بِرُوحِها وطِلابِها
وتَرَاكَ أبْهَى العَالَمِينَ مُبَرّأ ً
وَيزِيدُ بِرّكَ في مَدَى إعْجَابِها
فإذا كبُرْتَ وطَالَ خَطْوُكَ واثِقا
خَافَتْ عَليْكَ مِنَ الدّنَى وَكِلابِها
وبَنَتْ لَكَ الآمَالَ عُشّا دَافِئا
فَكَأنّهَا تبْنِيهِ فِي أهْدَابِها
كَيْ تَبْلُغَ الآمَالَ فِي آفَاقِهَا
وَتَعُودَ مَنْصُورًا إلَى مِحْرَابِهَا
الأُمُّ دِيوَانُ الهَوَى وصَفَاؤُهُ
وَالأَرْضُ فِي أمْوَاهِهَا وتُرَابِهَا
وسَمَائِهَا وَنُجُومِها وضِيَائِهَا
ورَبيعِهَا وثِمَارِهَا وَرُضَابِهَا
وَهِيَ الحَيَاةُ بِدَفْقِهَا وَعَبِيرِهَا
وَأثِيرِهَا وَسُؤالِهَا وَجَوَابِهَا
ونَقَائِهَا وبَهَائِهَا وعَطائِهَا
وعَفَافِهَا وَجَلالِهَا ونِصَابِهَا
فبأيّ آلاء المشاعرِ تهتدي
وبأيّ نبضٍ قد تفِي بحِسابها؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات