دعوة إلى السّفر

Photo

تمرّ عبر هذه "الدعوة إلى السفر"، كلمسات حلم، تيمات بودلير المفضّلة. وتعتبر هذه القصيدة من أكثر القصائد الفرنسيّة موسيقا وإيقاعا. بتمكّن كبير من الإيقاع ومن التناغم الباطن الذي يلامس أحيان درجة السحر، يلخّص الشاعر هنا طموحاته الكبرى: أَوَلَا تبدو معظم قصائد بودلير، في نهاية الأمر، دعوات إلى السفر؟

طفلتي، أُخَيَّ،
فكّري في الدفء
عندما نذهب هناك، لنحيَا معا!
نعشق بدون حدّ،
نعشق إلى حدّ الموت

في البلد الّذي يشبهك!
لِشُموسه المبلّلة
في سماواته المُخْتلّة
في نفسي لهم جمال
غريب
كعينيك الخائنتان
حين تبرقان من خلال الدموع.

هناك، لكلّ شيء نسق وجمال،
ثراء، هدوء ولذّة.

أثاث لامع،
صقلته الأعوام،
يُزين غُرفتنا؛
وأزهار فريدة
تمتزج روائحها
بعطور العنبر الغامضة؛
والأَسقف الغنيّة
والمَرايا العميقة،
ورَوْنق الشرق،
كلّ شيء هناك
سيُناجي الروح
بلغته الرقيقة.

هناك، لكلّ شيء نسق وجمال،
ثراء، هدوء ولذّة.

أنظري في هذي القنالات
كيف تنام السفن
بمزاجها المتسكّع؛
فلإرضاء
أدنى رغباتكِ
جاءت من أقصى الأرض.
الشّموس وهي تغيب
تكْسُو الحقول
والقنالات، والمدينة بأسرها،
ياقوتا وذهبا؛
وينام العالم
في حضن نور دافئ.

هناك، لكلّ شيء نسق وجمال،
ثراء، هدوء ولذّة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات