أوهام (إعادة)بناء "الجبهة التقدمية":

شوف صديقي ، سمعتك برشة مرات تحكي على ضرورة بناء "جبهة تقدمية" وباش نعطيك رأيي المتواضع : أنا عندي وقيت توة ماعادش نعتقد في "جبهة تقدمية" جملة وتفصيلا وزادة التقسيم "الزمْني" (القديم) متاع "تقدمي –رجعي" ماعادش يعنيني بالكل ونشوف فيه، سامحوني ، دق حنك ، وتسجيل مواقف وتلويك عركة دون كيشوتية قديمة واحيانا تبرئة ذمة لا غير (هاني معاكم لا تنسوني)، وعندي ثلاثة أسباب لهالقرار:

الأول ، برشة من "التقدميين" كانوا مع وأد التجربة الديمقراطية وانخرطوا في تشويهها والانقلاب عليها ، باسم "التقدمية "، وانا في مخي المتواضع مافماش تقدمية من غير الديمقراطية والصراع السياسي السلمي والحفاظ على المؤسسات وحمايتها ، واحترام الخصم السياسي اللي هو في الحقيقة مش عدو ، على خاطر لا واحد فينا يمتلك الحقيقة ،حتى مع وهم الطهورية الأيديولوجية (اللي هردتنا) ،وزادة ، لا واحد فينا عندو ملكية هالبلاد وحدو، ومفاتح أبواب مستقبلها ، حتى كان يعتبر روحو "باش تقدمي" و"باش مناضل" ،

ونزيد نقلك اللي برشة من "التقدميين" المناهضين لهذا المسار وضد الوضع الحالي ما تعنيهم الديمقراطية كان ما يكونوا همّا محورها وقلب الرحى متاعها، و أنا متأكد اللي هما يعملوا اكثر من هكة لو كان جات عندهم السلطة …والدليل انهم مازالوا يمارسوا في الإقصاء والغورة في كل الفضاءات المدنية، باستعلاء وتكبّر (على اعتبار انهم كهنة التقدمية ومرجعها المقدس) ، حتى بعد اللطخة اللي كليناها الكل،

والسبب الثاني : اشكون ، صديقي ، يختار التقدميين وعلى أي أساس وباي شروط ؟ لا انت ولا أنا ولا أي واحد ، لأننا لكلنا عندنا ميولاتنا الخاصة وأفكارنا المسبقة ورواسبنا الايديوولوجية …

وقناعتي الثالثة اني مؤمن "ايمان العجائز " كيما يقولوا ، بعد كل التجارب المريرة واللطخات الماكنة والعمر البائس أن تونس لكل التونسيين ، اللي يؤمنوا بالتعايش مع بعضهم ،اللي تعلموا من دروس الماضي ،اللي يتواضعوا في أفكارهم ويحترموا اختلافاتهم ، وحتى الناس اللي نختلف أنا معاهم نحب نلتقي معاهم في نقطة مهمة توة : استعادة الحرية …ونقلهم ميتغششوش مني على خاطرالصراع معاكم راهو باش يتواصل … بكل احترام .

لذا تحبوا ناقفوا لبلادنا بالحق؟ يزي من الإقصاء و ترفعوا على مشاعر الحقد والكراهية اللي دمرتنا وراجعوا أرواحكم شوية… واخطانا يعيشك من تلويك عبارات بيريماي (Périmées) كيما "بناء الجبهة التقدمية."

وفي الأخير، لكم سديد النظر..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات