في مسعى للاحتيال على رفض العرب والمسلمين الأميركيين التصويت لصالح بايدن

في مسعى للاحتيال على رفض العرب والمسلمين الأميركيين التصويت لصالح بايدن وفد من البيت الأبيض يلتقي مع مدعوين من الجالية في ميتشيغان لنيل تأييدهم الانتخابي.

التصريح الذي أدلى به الرئيس الأميركي جوزيف بايدن مساء الخميس الذي اعتبر فيه أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة كان مفرطا للغاية" مذكرا بما اسماه "الجهود التي بذلها منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيين. في غزة.

غير أن هذا التصريح الذي لم يتضمن الدعوة إلى وقف العدوان الصهيوني على غزة لم يقنع أن بايدن جاد فيما يقوله وهو ما دعا القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إلى القول أن هذا التصريح كغيره من تصريحات بايدن وكل ما تعلنه حكومته لا تأثير له وهو ليس سوى كلام معلق في الهواء.

ويرى متابعون للموقف الأميركي تجاه العدوان على غزة أن تصريح بايدن جاء فقط لتعزيز المحادثات التي كان يجريها فريق من مسؤولي البيت الأبيض مع عدد من الشخصيات العربية والإسلامية الأميركية في منطقة ديترويت الكبرى بولاية ميتشيغان يوم الخميس وسط رفض واسع من أبناء الجالية العربية/الإسلامية والفلسطينية في الولاية اللقاء مع ممثلي حكومة بايدن. واستهدف الاجتماع مناقشة المخاوف بشأن تعامل الحكومة الأميركية مع العدوان الصهيوني على غزة.

وقد ضم وفد الحكومة الأميركية مدير مكتب الشؤون الحكومية الدولية في البيت الأبيض، توم بيريز، والنائب الرئيسي لمستشار الأمن القومي جون فينر، ومدير مكتب المشاركة العامة (التواصل) في البيت الأبيض ستيف بنيامين،بالإضافة إلى مازن بصراوي، منسق البيت الأبيض مع الجاليات المسلمة الأميركية، وأيضا سامانثا باور، رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ومن بين المساعدين في البيت الأبيض الذين شاركوا في الفريق جيمي سيترون ودان كوه.

وقد عقد الاجتماع في الوقت الذي كانت قوات العدوان الصهيوني تواصل قصفها لرفح ، المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة حيث يلجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني أجبرتهم قوات العدوان الصهيوني على النزوح إليها ، في وقت رفض القادة الأميركيون والإسرائيليون علنا أي وقف للأعمال العدائية. واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ، خلال زيارته السابعة للكيان الصهيوني، اقتراح حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ووقف العدوان ورفع الحصار وإطلاق سراح آلاف من الأسرى الفلسطينيين، غير كاف ، مما يمنح الكيان الصهيوني مرة أخرى الضوء الأخضر للإبادة الجماعية المستمرة. وقال بلينكن: "لقد أوضحنا أن إسرائيل لها ما يبررها تماما في مواجهة حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى"، مضيفا أن الولايات المتحدة "فعلت أكثر من أي دولة أخرى لدعم حق إسرائيل في ضمان عدم حدوث 7 أكتوبر مرة أخرى".

أما نتنياهو فقد قال أنه لن يقبل اتفاق هدنة مع حماس مهددا بشن قوات عدوانه هجمات في رفح ومخيمات أخرى للاجئين، وهو ما وصفته حكومة بايدن بأنه سيكون كارثة وأنها لن تدعم هذا الهجوم.

لكن يبدو أن تصريحات نتنياهو تستهدف ممارسة مزيد من الضغط على حركة حماس على أمل تليين موقفها.. وقال نتنياهو إن انتصار الكيان الصهيوني سيأتي "في غضون أشهر"، مضيفًا أن جيش العدوان "يعمل بشكل منهجي" و"سيحقق جميع أهداف الحرب". وزعم أن كيانه على بعد "لمسة واحدة من تحقيق نصر حاسم" على حماس.

وكان عضو مجلس نواب ولاية ميتشيغان عن مدينة ديربورن عباس فرحات أعلن في مقابلة الشهر الماضي إن العمل يجب أن يحدث قبل أن يتمكن من دعم الرئيس لإعادة انتخابه. مشيرا إلى أن ثلاثة مشرعين آخرين في الولاية يتخذون ذات الموقف من بينهم إبراهيم عياش. كما انضم إليهم رئيس بلدية ديربورن، عبد الله حمود، وأربعة ديمقراطيين في المجلس التشريعي للولاية إلى المسؤولين المحليين الذين ذكروا إنهم لن يصوتوا لصالح بايدن في الانتخابات التمهيدية في 27 فبراير الجاري بسبب دعمه للكيان الصهيوني. وقال حمود في تغريدة له على منصة إكس إن "30 من زملائي المنتخبين من جميع أنحاء جنوب شرق ميشيغان قد انضموا إلي في التعهد بالإدلاء بصوت "غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية الرئاسية القادمة.

وكان بايدن قام الأسبوع الماضي بزيارة ميشيغان للقاء العمال النقابيين. ولم يلتق بأعضاء الجالية العربية والإسلامية الأميركية. وعندما التقى بايدن مع اتحاد عمال السيارات، وقف العشرات من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين بالقرب من مبنى الاتحاد في وا رن وأوضحوا أنهم محبطون من موقف الحكومة الأميركية المؤيدة للعدوان على غزة والرافضة لوقف إطلاق النار. وخلال تلك الزيارة، قال رئيس بلدية دير بورن عبد الله حمود إن البيت الأبيض لم يجر بعد “محادثة هادفة حول كيفية تغيير المسار”.

وكان حمود قد رفض في وقت سابق لقاء مع جولي تشافيز, مديرة حملة بايدن، لكن مكتبه قال في بيان إنه قبل دعوة البيت الأبيض للقاء المسؤولين يوم الخميس. وكانت تشافيز، زارت منطقة ديترويت وحاولت لقاء القادة العرب الذين رفضوا دعوتها بشأن تعامل حكومة بايدن مع العدوان على غزة - واصفة مناقشة السياسة الانتخابية أثناء استمرار الحرب بأنها "غير إنسانية".

وقال فرحات "لا يزال هناك عمل يتعين القيام به في محاولة استهداف المجتمعات من أجل أن يكونوا متحمسين للتصويت" وأضاف "الناس يهتمون بما يحدث في غزة وعندما يرون تخوف الرئيس بايدن من الدعوة بصوت عال لوقف إطلاق النار ، سيبقون بصوت عال في منازلهم في يوم الانتخابات - قد يكلف بايدن الانتخابات".

وتضم ميشيغان أكبر تجمع للأميركيين العرب في الولايات المتحدة وأكثر من 310 ألاف من السكان هم من أصول عربية. وما يقرب من نصف سكان ديربورن البالغ عددهم حوالي 110 ألاف نسمة من أصل عربي.

وكان دونالد ترامب قد فاز بولاية ميشيغان بأقل من 11 ألف صوت في عام 2016 ، ساعدت مقاطعة واين وجالياتها المسلمة الكبيرة بايدن على استعادة الولاية للديمقراطيين في عام 2020 بهامش 154 ألف صوت تقريبا. وتمتع بايدن بميزة 3 إلى 1 تقريبا في ديربورن وميزة 5-1 في هامترامك ، وفاز في مقاطعة واين بأكثر من 330 ألف صوت. وفي انتخابات عام 2020 ، دعم الناخبون المسلمون على المستوى الوطني بايدن على ترامب بنسبة 64٪ مقابل 35٪ .

وذكر بيان لمؤسسة إمغيغ Emgage حول الاجتماع مع وفد البيت الأبيض في ديريورن للحث على وقف إطلاق النار أن أعضاء من الجاليات المسلمة والعربية والفلسطينية في ميشيغان قد اجتمعوا مع مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور وبقية أعضاء الوفد من أجل حث الحكومة الأميركية إلى الدعوة إلى وقف فوري ومتبادل ودائم لإطلاق النار.

وأضاف البيان "نحن فخورون بأولئك الذين شاركوا ، خاصة في ضوء الألم والصدمات التي عانوا منها هم ومجتمعاتنا الجماعية خلال الأشهر الأربعة الماضية. ونعتقد أنه من الضروري قول الحقيقة للسلطة ومساءلة القادة المنتخبين والمعينين عن صنع قراراتهم." وقد تركزت مطالب المشاركين العرب والمسلمين والفلسطينيين الأميركيين على ضرورة وقف كامل لإطلاق النار وإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية لمساعدة المحتاجين في غزة ، وخاصة الأطفال، كما أننا ندعم الدعوات لاستئناف تمويل الأونروا مع حجب المساعدات المالية الإضافية لحكومة نتنياهو نظرا لانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني. كما طالبوا بمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للفلسطين "، وفقا لما أعلنته كبيرة مستشاري مؤسسة إمغيغ ندى مثنى الحانوتي.

وقد سبق لوزير الخارجية الأميركي بلينكن الاجتماع يوم الثاني من الشهر الجاري عشية جولته الخامسة في المنطقة مع مجموعة من النكرات من العرب والفلسطينيين الأميركيين بعد أن رفضت شخصيات معروفة من أبناء الجالية الاجتماع به. وقد ضم وفد النكرات ستة أشخاص مغمورين من بينهم هالة حجازي وغريغ خليل ودين عبيدالله ورجائي بطنجي وآخر من شيكاغو ذكر أن اسمه نبيل.

وقال بيان وزعه معهد تفاهم الشرق الأوسط قدم تفسيرا لرفض اللقاء مع بلينكن "لا نعرف ما الذي يحتاج الوزير بلينكن أو الرئيس بايدن إلى سماعه أو رؤيته لإجبارهم على إنهاء تواطؤهم في هذه الإبادة الجماعية"، "إنهم يظهرون لنا كل يوم من يقدرون حياتهم والذين يعتبرون حياتهم قابلة للتصرف. لن نحضر هذه المناقشة التي يمكن أن تصل إلى حد مجرد تمرين مربع. عائلاتنا ومجتمعنا وجميع الفلسطينيين يستحقون أفضل".

وأضاف البيان "هناك شيء واحد نطلبه نحن ومجتمعنا وعدد لا يحصى من الآخرين في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم، بما في ذلك النقابات الأميركية التي تمثل ما يقرب من 8 ملايين عامل وما لا يقل عن 47 مدينة أميركية، من هذه الإدارة: المطالبة بوقف دائم لإطلاق النار لإنقاذ حياة الفلسطينيين ووقف تدمير غزة". اجتماع من هذا النوع في هذه اللحظة من الزمن مهين وأدائي".

ومن المنتظر أن تجتمع نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس يوم الاثنين مع مجموعة أخرى من العرب والمسلمين والسود الأميركين أختارهم مكتبها لمناقشة موقف الحكومة الأميركية من العدوان على غزة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات