ضدّ قيس سعيّد…

-1-أستغرب استغراب البعض وصدمتهم إزاء التصعيد الذي مارسه نظام الانقلاب في الآونة الأخيرة تجاه الاتحاد العام التونسي للشغل، وكذلك إزاء حملة المداهمات والاعتقالات التي شنها في الأيام الأخيرة على عدد من معارضيه دون فرز بين المعارضين السياسيين والمشبوهين بالفساد والذين أي المشبوهين بالفساد، أطلب لهم محاكمة عادلة وذلك انطلاقا من قناعاتي الحقوقية الانسانية...

أستغرب استغراب البعض أمام كل ما يقع هذه الأيام، فقد كان كل هذا متوقَّعا لديّ منذ حوالي سنتين، تحديدا منذ شهر فيفري 2021، ثم تأكد لي منذ اللحظات الأولى لانقلاب مساء 25 جويلية 2021، وقد كنت كتبته في إبانه... لم أتفاجأ ولم أُصدَم بما يأتيه قيس سعيّد من أفعال مشينة هذه الأيام... فهذا هو الانقلاب، يكشف كل يوم عن وجه من وجوهه البشعة، القبيحة...

أستغرب من اللاتي والذين ما يزالون كل يوم يحللون حركات قيس سعيّد وسكناته وخطاباته وأفعاله وخطواته وتكتيكاته... ويرصدون ما هو قانوني فيها وما هو غير قانوني... إنما كلها غير قانونية، كلها مخالفة للشرعية، كلها باطلة، كلها فاقدة للمشروعية... تربّعه في حدّ ذاته على العرش واستبداده بالسلطة منذ 25 جويلية 2021 مخالف للقانون : إعلانه لحالة الاستثناء تلك شكِّل خطأ جسيما، انقلابا كان يقتضي عزله... لقد فارض علينا نفسه بالعنف، عنف الجموع وعنف الدبابة... استولى على مقاليد الدولة بالقوة الخالصة، مجرد أمر واقع... والأمر الواقع يبقى أمرا واقعا ولا يكتسب شرعية أبدا...

-2-لذلك أقول : نعم، نسعى لتبديل هيئة الدولة قصد تخليصها من الانقلاب ومما علق بها من شوائبه، قصد تحسين هيئتها هذه التي أصبحت بشعة بعد الانقلاب... ولكن وخلافا لادّعاءاته، ليس بتجويع التونسيات والتونسيين ولا بحملهم على مهاجمة بعضهم بعضا، بل بالمبادرة السياسية، بالسياسة أي بالتحاور والتشاور والنقاش وصياغة أفضل البدائل الممكنة، وطرحها على أنظار التونسيات والتونسيين، ومحاولة إقناعهم بوجاهتها حتى ينخرطوا فيها بكثافة من أجل إسقاط نظام الانقلاب بالطرق السلمية... بالضغط الشعبي، بالتظاهر، بالطرق السلمية...

نعم، نسعى لتكوين وفاق، وفاق مدني سلمي ديمقراطي ليس القصد منه الاعتداء على أمن الدولة، بل تخليصها ممّن غصب سلطتها واعتدى عليها وعلى أمنها الداخلي والخارجي حين انقلب على دستورها وعلى مؤسساتها... حين انقلب على ثورة الشعب وذاكرته وسيادته...

نعم، نكوِّن وفاقا للتصدي لجرائم المنقلب، التي ارتكبها والتي ينوي ارتكابها، ومنها إخضاع الشعب التونسي لإملاءات صندوق النقد الدولي بالتخلي عن منظومة الدعم وخوصصة المؤسسات العمومية بشكل أو بآخر وبالتخفيض في كتلة أجور الوظيفة العمومية... نعم، سنتصدى للمنقلب ذي الخطاب المزدوج الذي يحاول إيهام الشعب أنه حامي حماه في حين أنه أول من سيفرّط في مكاسبه...

مقاومة الانقلاب مستمرة رغم كل شيء...

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات