التلفزة الوطنية : بؤرة من بؤر الفساد في تونس

على عكس العادة ، غابت القناة الوطنية " العمومية " عن تغطية حدث رياضي دولي تشارك فيه الدولة التونسية . لم توفد مراسلين كما فعلت قنوات وإذاعات عربية أو تونسية أشد فقرا ، ولم تخصص حتى فقرات تحليلية وبرامج رياضية للتفاعل مع أحداث ونتائج الكأس العربية !!!

هذه السنة ، مباريات المنتخب والأندية - حتى الكأس الممتازة التونسية - لم يتمكن المشاهد التونسي من متابعتها ، إلا عبر القنوات القطرية والليبية أو مواقع صفحات التواصل الإجتماعي !!! لتلفزة " منبوزة " لأن الجامعة التونسية لكرة القدم طالبتها بدفع ما تخلد بذمتها من مستحقات " الأندية " .. التلفزة " قلابة " ورقعتها صحيحة .. " نقلبك ... وكان عجبك " !

المشكل أن للتلفزة ، قسم كامل خاص بالرياضة ، يضم كتيبة من الصحفيين ( لا فائدة للحديث عن مستواهم ) " فاش يعملوا .. ما ندروش " .. كما " ما ندروش " ماذا تنتج بقية الأقسام الأخرى " الثقافية ، السياسية ، الإجتماعية والإقتصادية .... والجيش العرمرم من الصحفيين والتقنيين والمنتجين ( لا فائدة أيضا من الحديث عن مستوياتهم أو حتى عن ذوقهم في الماكياج واللباس). " ما ندروش " أيضا لماذ الإصرار على إستمرار غلق 15 بلاتو تلفزي ، والإكتفاء ببلاتو واحد لكل البرامج "

جامعة الكرة ، ليست المؤسسة الأولى التي " تقلبها " التلفزة الوطنية التي تجاوزت ديونها الداخلية والخارجية أكثر من 50 مليار ! تلفزة لا تنتج برامج دينية ولا دنيوية ، لا برامج عقيمة ولا عميقة ، لا برامج قيمة ولا تافهة ، لا مسلسلات ، لا أفلام ، لا كوة ، لا غناء ، لا شطيح ، لا فضائح ، لا مسابقات .. لا ... لا .. لا ..

حتى البرنامج الأقدم في تاريخ التلفزة ( وربما من أقدم البرامج في العالم ) منعته التلفزة هذه السنة ، رغم أنه البرنامج الوحيد تقريبا ، الذي يُدِر على التلفزة بعض الملاليم !

هذا مثال عن بؤرة من بؤر الفساد في تونس ، تلفزة يمولها قرابة 5 ملاين عداد ب 7 د تقريبا مع كل فاتورة ، ومع هذا هي لا تنتج نفعا، بل تسبب ضررا نفسيا ، سمعيا ، بصريا ، فكريا ، أخلاقيا … فاشلة .. وفالسة .. وطبعا " يلزم .. نخلصولها ديونها " .

كما " يلزم نخلصوا " ديون " الستاغ " و cnss و الغزالة و ctn والنقل وديوان الحبوب ومعمل الدخان .. وكل مؤسسة عمومية " تجري وحدها و تجي الإخرة " !!

اللي يحب يحارب الفساد بالحق ، يبدا بالمؤسسات العمومية اللي يشرف عليها ، قبل التفليم ب " شعارات كبيرة " أو "التجلطيم على مافيات خطيرة " ، بإجترار شعارات تاجرت بها كل الحكومات !

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات