الديبلوماسية تغيب.. و تحضر

إلى سعادة وزير الخارجية التونسية، مع كل احترامي، أنا كمواطن تونسي يسوؤني أن تجتمعون في جلسة ثنائية بسفير سوريا لدى الأمم المتحدة، هذا الأخير و كما نستنتج من تدوينتكم لم يتغير منذ سنين بحيث باشر كل الإجرام الذي قام به بشار في حق السوريين اشقاؤنا كشعبا و مواطنين لا كقيادة منتصبة على الجثث.


…

يؤسفني، كذلك، أنكم لم تبدون رأي حول تصريح الرئيس الذي اعتبر أن تونس كانت تحت الحماية الفرنسية! هاته الحماية التي كانت خدعة تلاها إجرام في حق أجدادنا و آباؤنا الذين ضحوا بالغالي و النفيس لإسترجاع الوطن من بطش الإستعمار الفرنسي..

يؤلمني أنه لا موقف لكم من اعتراض الرئيس على المشروع الداعي فرنسا للإعتذار من احتلال تونس الذي ارهقنا و عطل البلاد لأكثر من ثلاثة أرباع قرن.

يا سيدي الوزير هل من الدبلوماسية أن يتشاور الرئيس مع الإليزيه في تفاصيل أمورنا و لا يستشار منا أحد؟ ألا يزعجكم أن يعلم الإليزيه برزنامة تشكيل الحكومة و متى يقام الحوار الوطني قبلنا و يصلنا الخبر من صفحات الإليزيه؟

يا معالي الوزير، لماذا اختفيتم عندما اقرت فرنسا خفض عدد التأشيرات للتونسيين فلم نرى تصريحا و لا بيانا ولا حتى تدوينة و أنتم المكلفون كذلك بالهجرة و التونسيين بالخارج؟!!

بدون إطالة، كل هذا عاينَّاهٌ و قلنا ربما كانت إكراهات واختيارات الرئيس.. ولكننا لسنا أغبياء فنحن نعلم و لا يخفى علينا أنه هو من اختاركم لذلك.

امّا استيائي الأكبر فهو بخصوص موقفكم الأخير تجاه طلب المرزوقي من الحكومة الفرنسية عدم دعمها الإنقلاب في تونس. الآن استفاقت الدبلوماسية و تزعزعت السيادة الوطنية فلا نرى إلاّ التنديد و التهديد بإلغاء الإمتيازات الدبلوماسية للمرزوقي.. بالله عليكم ألا يسوؤكم كلّ ما ذكر سلفا و لكن يسوؤكم أن يطلب #المرزوقي من دولة ديمقراطية مثل فرنسا أن لا تدعم الإنقلاب!! ربما كان عليه أن يطلبها من القادة العرب، اللامؤمنون بالديمقراطية أصلا. ربما كان عليه أن يطلبها من الذين لم نرى لهم بديلا قط منذ أن أنجبتنا أمهاتنا؟! ربما كان عليه أن يطلبها من بشار!!!

للتذكير و ليس للخروج عن الموضوع فقد استاء كذلك الإنقلابيين من توجه بعض المدافعين عن الديمقراطية إلى البرلمانات الغربية لمساندة تونس لإسترجاع برلمانها. ما عساهم يفعلوا أمام تعسف الرئيس و رفضه كل دعوات الحوار وانفراده بالرأي.

سعادة الوزير، إنّ واقع البلدان في العالم اليوم كفيل وحده للتدليل على نجاعة أو فشل السياسات الديبلوماسية المتبعة. ووضع بلادنا الذي لا ينبئ بخير هو نتيجة لخياراتنا.

سعادة الوزير هل كتب على الدبلوماسية التونسية أن لا تكون لها مبادئ و ومواقف واضحة و معلنة أم أن الديبلوماسية كغيرها من الوسائل تحضر وتغيب؟!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات