لمن لا يزال يؤمن بحتميّة وبإمكانيّة الثورة

كتبت منذ البداية بأنّ معركة "الزمن" (الوقت) هي أمّ معارك الثورة... أيّة ثورة... وأنّ الزّمن الثوري يحسب بالثواني، وبالدقائق، وبالساعات، وربّما بالأيّام على أقصى تقدير... وأنّ تكتيك الثورة المضادّة لتحقيق أهدافها الاستراتيجيّة هو ربح الوقت... ربح أكثر ما يمكن من وقت... وهذا ما حدث في تونس... حيث وجدت الثورة المضادة خير حليف لها في أحزاب الهانة، المتوشّحة بالغباء والانتهازية... تلك الأحزاب التي أعماها بريق المناصب والوصول الى السلطة والمشاركة في "العرس الانتخابي"، في أكبر عمليّة استدراج إلى الفخّ الكبير…

بعد ذلك كان من اليسير على الثورة المضادّة القضاء على الثورة فكرة وروحا وحركة... لا سيّما وأدعياء الثورية صبية تنهشهم النرجسيات والكثير من العقد الأخرى…

ومن معارك ربح الوقت التي قادتها الثورة المضادّة هي معركة "العدالة الانتقالية" و"الدستور في 3 أعوام" و"التناصف القسري" و"أفضل البقايا" و"التوافقات" و"النيابات الخصوصيّة" وأسماء عديدة تبعث على الغثيان…

عشر سنوات مرّت انقلبت فيها المفاهيم… وبات يعاب على من ناضل، نضاله… وبات العهد البائد مرجعيّة في السير الناجح للدولة… وإلى آخره ممّا لو قيل في ظلّ ثورة حقيقية لأدخل القائل في جحيم لا مخرج له منه!

تبّا لكلّ من ساهم في هذا الوضع…

تبّا لمن لا يزال يتشدّق ب"الاكراهات" وب"الوضع الاقليمي" و"العالمي" وبالحفاظ على "الوحدة الوطنيّة" الموهومة… وغيرها من الترّهات التي لم تقنعني وأنا في سنّ الثامنة عشر فما بالك اليوم…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات