ضباع في الوادي… تاكل من كل الموائد…

انتظمت بنزل موفمبيك قمرت... مأدبة فاخرة على شرف زمرة من الاعلاميين... قدمت فيها أفخر موائد الطعام.. لحم وسمك ودجاج، وبيض، وعسل وغلال.. من كل الالوان.. تقدمه الجواري الحسان.. وتضرب فيه الموسيقى ويغني المغنون.. في حضرة قدماء المحاربين في الاعلام التونسي الحر والوطني جدا.

يأكلون في قصر فاخر عند تلة قمرت.. على ضفاف البحر ونسائم البحر... والشعب جائع.. مسكين.. لا حول.. ولا طول.. وحضر الوليمة... رهط من الاعلاميين المناضلين المدافعين دائما عن وطنهم وشعبهم…

ناجي الزعيري. نور الدين بوطار.. زياد كريشان.. نزار بهلول.. ألفة التونسي. لطفي العماري... وسغيان بن رجب. واخرين... خيرة الخيرة... وصفوة الصفوة... من الاقلام الحرة... طبعا.. تنذكر ان هذه الزمرة اكلت من مائدة بن علي ومائدة الباجي قايد السبسي ومائدة يوسف الشاهد ومائدة النهضة…

ولو كان معاوية بن ابي سفيان حيا... لصفقوا له... ثم لشتموا عليا بن ابي طالب.... انه صراع تاريخي بين المبدأ وبين المصلحة..

اليوم..

ها هي الزمرة ذاتها تقتات من مائدة المشيشي.. بتمويل من المال العام. والدولة مفلسة… غدا سوف تنطلق ابواق الدعاية والتمجيد، والتبييض، والتلميع، والتمسيد.. هل يمكن لزبانية التطبيل ان يقنعوا الشعب بقبول سياسات رفع الدعم وتسريح الموظفين والعمال.. والسكوت عن كبار الفاسدين واللصوص. وبيع المؤسسات الوطنية…؟

قد جرب يوسف الشاهد ذلك من قبل.. وخرج ذليلا من كوة نافذة صغيرة بعد ان باع الوطن. وليمة الموفمبيك لن تكون الا شراء مفضوحا للذمم.. ورشوة مقنعة… باستخدام المال العام..

نصيحتنا الي المشيشي..

هو ان تلتفت الى مطالب شعب مقهور.. وان تبحث عن الاموال في جيوب اقلية غنية لا تدفع الضرائب وتهرب الاموال الي الجنات الضريبية. وتسرق الاموال في قروض ضخمة ومتفحمة.. وتتواطأ مع شركات اجنبية ناهبة لخيرات الوطن…

عدا ذلك فانت تسلك سلوكا غالطا خاطئا.. نهايته السقوط السريع… ولا تنسى ان الرأي العام لم يعد ينصت الى اصوات مبحوحة.. هرمة.. ومفلسة.. انه اعلام بلا سلطة خطاب… في وقت تحول الفيس بوك الى سلطة خطاب مقنع ومؤثر وساحر، وكاشف للحقيقة. وللصدقية..

ولو نفعت الزمرة من كان قبلك.. لكانوا نفعوك..انت اليوم استمعوا غدا. وبعد غد.. الى البرامج في الليالي الملاح عن فنون الضرب على الدفوف.. ورقص الضباع في جنازة الوطن.

المشيشي.. قد تمنينا فيك الوطن. لكنك تكبو. وتتعثر.. سريعا.. سريعا..

Commentaires - تعليقات
Rfouga Jaz
05/11/2021 12:39
التمسك بالمنشآت العمومية التي تنهك ميزانية الدولة و لا تسدي الخدمات بالجدوى المطلوبة هي سياسة الفرار الى الأمام الذي لا يعالج الداء بل يعطي مسكنات تترك الداء يستفحل أكثر . حان الوقت للتخلص من هذا العبء بالتفويت في هذه المنشآت بطريقة تجعل رأس مالها موزع على عموم الشعب دون احتكاره من أي لوبي متنفذ .