أسف يا سيادة الرئيس ما هكذا تورد الابل…

مع الاسف حصل فعلا ما كنا نخشاه ووقع توريط تونس في أجندات ومعارك لا علاقة لشعبنا بها وليست من أولويات بلادنا وعمليا سوف تبقى مجرد أمنيات وافكار مشوشة وغير قابلة للتنفيذ خاصة اذا واصل الرئيس تعطيله لعمل مؤسسات الدولة والاستثمار داخل البلاد .

ان أغلب ما ذكر في الندوة الصحفية لا يدخل في مجال اختصاص الرئاسة وحتى الجوانب الخارجية فهو ملزم بالدستور أن يتوافق حولها مع رئيس الحكومة وعليه اذا أراد تحقيق البعض مما وعد به أن يكون ايجابيا وأن يبتعد عن مربع المعارضة والتي انخرط عمليا بعض مكوناتها في ترذيل مؤسسات الدولة وضرب المسار الديمقراطي في البلاد .

واضح بأن الاستاذ قيس سعيد يواصل وبأسلوبه الاستفزازي والغير ديبلوماسي الدفع ببلادنا الى منعطفات خطيرة وغير محسوبة وهو غير مدرك بأن ابناء وأحفاد من ناضلوا وقاتلوا وصبروا حتى اخراج الاحتلال العسكري من البلاد غير معنيين بأرائه حول الحماية وأن من واجهوا وتصدوا لمنظومة الاستبداد والظلم ودفعوا الغالي والنفيس على مدى عشرات السنين حتى تحققت لهم وللشعب الحرية والكرامة لن يكونوا معاول هدم معه، بل سيواصلون البناء والاصلاح لترث الاجيال دولة مؤسسات وقيم حقيقية.

قلنا مرارا بأن غياب العقل السياسي والفكر العقلاني الموجه في مؤسسة الرئاسة سيجعل مواقف الرئاسة غير متجانسة ولا تتماشى مع المتغيرات والتطورات التي حصلت في البلاد والمنطقة. ان الكثير من مواقف الرئاسة اصبحت مادة للسخرية والتهكم لدى الكثيرين في الداخل وخاصة الخارج الذي تلعب فيه الصحافة والاعلام الساخر دور بارز في توجيه السياسات.

تصرفات الرئيس وأحاديثه خلال هذه الزيارة يعتبر اعتداء اخر على الثورة التونسية ومنجزاتها وهو يعتبر أمر لا يليق برجل كان كثيرا ما يتحدث عن الشفافية والزهد والوطنية وحماية الدستور وهو اليوم بحكم الدستور المسؤول الاول على سمعة البلاد في الخارج.

أسف يا سيادة الرئيس ما هكذا تورد الابل وأعتذر باسمي الشخصي وباسم الاحرار في بلادي للشعب المصري والشعوب العربية التي تضررت بشكل مباشر من سياسات الجنرال عبد الفتاح السيسي. أعتذر لعائلات المئات الذين تم اعدامهم وللمئات الذين ينتظرون مصيرهم المحتوم. أعتذر لملايين المصريين الجوعى وللشباب المصري الذي حلم يوما بالحرية والكرامة . وأذكر الجميع بقول شاعرنا أبو القاسم الشابي "ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر".

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات