النقابة الوطنيّة للصحافيين التونسيين تعيش في جزيرة لا رقيب عليها..

Photo

النقابة الوطنيّة للصحافيين التونسيين تعيش في جزيرة لا رقيب عليها.. وقد احتكرت الصحافة والإعلام وجعلت عليهما مصافٍ "فلتروات".. فلا يكاد يقترب منهم من ليس منهم كأنّهم قد اصطفتهم السماء لرصيدها من الأثير وأبقت عليهم "ترجمانات" لباقيات أصواتها.. وينسى هؤلاء أنّ السماء باتت مفتوحة لهم ولغيرهم ولا ينتبهون إلى أنّ الفيس بوك صار بديلا عنهم يتفوّق على صحافتهم الكسيحة في كلّ شيء.. صار للفيس بوك وإخوته سطوة تستحيل جهودهم أمامها إلى ما يشبه الهباء.. لقد أدركهم ولكنّهم لا يدرِكون.

كلّما اقترب موعد عرض مبادرة ائتلاف الكرامة في إصلاح الإعلام على جلسة البرلمان العامة زاد سُعارهم واستعرت النيران في ثيابهم حتّى لتكأد تجد لهم في كلّ يوم بيانا متهافتا مليئا بالأخطاء من عجزهم وقصورهم وعِيِّهم وقلّة حيلتهم وبهتانهم وفاسد بيانهم…

ببياناتها المتناسلة تكشف نقابة الصحافيين في كلّ يوم أنْ لا عمل لها إلّا كتابة بينات لا بيان فيها، ونفهم أنّها أكثر جهة معادية لحرية الإعلام... يحتجّون بالدستور الذي لم يقرأوه.. ولن يجدوا حجّة واحدة منه تدعم مواقفهم الهلامية التي لا تفسير لها غير الرعب المزروع فيهم... يتحدثون عن زبونية محتمَلة يرمون بها غيرهم ويتناسون أنّهم ممثّلون مثاليون لكلّ أنواع الزبونية..

الشعب التونسي انتخب نوابه بالبرلمان وعهد إليهم بالتشريع له.. والإعلام من شؤونه التي يبحث لها عن تشريعات سليمة عادلة.. وهم بمصارتهم لحقّ البرلمان في التشريع للإعلام إنّما يعكسون عداءهم للديمقراطية وللبرلمان الذي لا ذنب له إلّا عدم جريانه بمشتهياتكم...

يخشون من الديمقراطية لأنّها تهدّد مصالحهم وتأذن بتلاشي أطماعهم.. ولا معنى لحديثهم عن حرية الإعلام التي يدّعون الدفاع عنها لأنّ منسوب الحرية الذي يعيشه الشعب التونسي، بفضل ثورته، منسوب استثنائي بجميع المقاييس…

ولأنّهم يرون في أنفسهم وجه النظام الأوحد فهم يحذّرون من الفوضى التي يرونها نتيجة حتمية لمبادرة ائتلاف الكرامة الذي يقترح تحرير القنوات الإعلامية بإعفائها من التراخيص المشروطة التي لا تخرج عن هؤلاء من قريب ولا من بعيد…

فالإعلام في فهمهم حرّ ما دام تحت قبضتهم.. أمّا إذا أفلت منهم فقد صار إلى الفوضى.. ألا يعلم هؤلاء أنّ فوضى الحرية أخصب من نظامهم العقيم؟

بسبب هؤلاء الأزلام النافذين بقي الإعلام في البلاد حجر عثرة في طريق الثورة والدولة معًا لأنّه تحت قبضة جهَلة يعملون خدَمًا لدى رأسمالية الكوارث…

يا هؤلاء…

سيمرّ القانون وستجرفكم رياح الحرية.. ولكنّنا لا نرجو لكم أن تجوعوا.. سيبقى لكم أن تأكلوا من جهودكم رغم محدودية كفاياتكم التي لا تفيد الجمهور ولا تغنيكم أنتم من جوع.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات