لقطة بين السرد والوصف: طاولة كارطة و.... عبير....

Photo

أعرفهم كلهم واحدا واحدا منذ أن كانوا تلاميذ.. ثم طلبة ثم موظفين وأعرف كيف يفكرون وماذا فعلوا.. وماذا اقترفوا من فساد...... وقد أكون أعرف كيف جمعوا ثرواتهم صغيرة كانت أو كبيرة.. فالموظف الصغير بينهم صاحب ثروة.. ومحلات.. وسيارته يغيرها كما يغير قميصه.... والموظف الكبير منهم كان من أصحاب القرار... ولعب بمصائر أناس كثيرين..... وقدم خدمات لأناس لا يستحقون هذه الخدمات..

والمحامي فيهم لم يكن أبدا نظيفا في أي لحظة من حياته… وصديقهم رجل أعمال في مجال ليس بعيدا عن عالم الفساد والجريمة…والمافيا… كلهم يتجمعون حول طاولة واحدة للكارطة….

وعمر هذه الطاولة مع تغير الأماكن.. تجاوز الأربعين سنة… فقد يتغير بعض اللاعبين… لكن الموقف واحد.

كانوا كلهم يحلون مشاكلهم ببساطة. ليس لهم غير أن يكونوا مع الحزب الاشتراكي الدستوري دون أن يناضلوا في صلبه.. وكانوا منتصرين لابن علي دون أن يكونوا لا في الشعبة ولا في لجان التنسيق.. وقامت الثورة… فاختارَوا السهل وهو ان يكونوا ضدها… ثم وقفوا بحماس مع الباجي لأنه يستجيب لتاريخهم ولفسادهم.. وانضموا دون حضور الي اعتصام الرحيل و** أكلوا الثورة مع الروز بالفاكية **ثم إنتصروا لحافظ ابن ابيه لأنهم يرون أنفسهم مع ما يفكر فيه من تلاعب بمصائر الناس وحاضرهم…

وكانوا بحماس الي جانب المترشح للرئاسة عبد الكريم الزبيدي لأنهم اكتشفوا فيه الرجل القادر على إنهاء الثورة بالعسكر…

ولا تسمع منهم إلا كلمات من قبيل..

• الثورة دمار

• تونس لم تعرف الثورة الحقيقية بل ان ما نعيشه نتيجة انقلاب اخواني على بن علي

• بن علي سبد الرجال

• بن علي خير…. يا حسرة على بورقيبة

• حكومة اوباش……

• النهضة مجرمة إرهابية فاسدة…….

• خطأ بن علي أنه لم يقتل زعماء النهضة من البداية.. لقد تركهم أحرارا حتى إستفخل أمرهم……

• غلطة بن علي أنه اقتنع بأصدقائه الذين فرضوا عليه مغادرة البلاد..

• لو قتل بن علي ألف شخص لكانت تونس اليوم هادئة منتجة. رائعة…

واليوم هم مع عبير موسي يناضلون دون نضال معها ودون ان يقوموا من على طاولة الكارطة يطبلون لها.. ويشتمون كل من يقول فيها ربع كلمة. لقد اختاروا النضال على طاولة الكارطة.. لكنه نضال لا يرى الشمس إنما يرى الظلام.. وينتصر للظلم.. وسام الطحين.. ويقف الي جانب الفاسدين…

ويتواصل لعب الكارطة وهم يتصورون انهم يقودون الفكر… و يتصورون انهم تعبوا كثيرا من أجل بناء الفيلا و شراء السيارة… وهم لم يفعلوا غير أنهم انفقوا ما جمعوه من خارج جيوبهم.. و خارج حساباتهم الشرعية في البنوك التي لا تتلقى غير مرتباتهم.. ومداخيلهم العادية اما ثرواتهم فقد اكتسبوها من الأكاذيب والظلم وتجاوز القانون… وترسيخ الباطل في الأذهان.

اذهانهم اولا.. فهم مقتنع ن بأن ما يفعلونه إنما هو الخير كله وهو التصرف الحكيم وغير ذلك ليس إلا التخلف والرجعية والخوف.. وإن كان الموقف له علاقة بقناعت دينية فاعلم أن التهمة القائمة الصادرة عن أفواههم النخرة هي الإرهاب.. والظلامية..

ارشم.. وتتاعلي الاصوات!!!

ارشم.. وتتواصل الألاعيب.. مع لعب الكارطة….

وطبعا يساندون أي حزب أي شخص يقف ضد الثورة أولا.. ويقف ضد النهضة ثانيا……

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات