لماذا اعتدوا على نائب الشعب الطبيب؟

Photo

الحدث في ثلاث روايات:

1. رواية سيف الدين مخلوف رئيس حزب ائتلاف الكرامة :

((الدكتور محمّد العفّاس توجّه إلى الإدارة الجهويّة للصحّة بصفاقس لحضور اجتماع خليّة الأزمة باعتباره نائبا عن جهة صفاقس ورئيسَ لجنة الصحّة بمجلسها الجهوي. غير أنّ ممثّلة الاتحاد العام التونسي للشغل منعته من الحضور بحجّة كونه نائبا عن ائتلاف الكرامة، ونوابُ هذا الحزب غير مشمولين بالدعوة إلى حضور الاجتماع.. واتصلت النقيبة بمجموعة من الأشخاص التابعين للمنظّمة الشغيلة فانهالوا عليه بالعنف…))

2. رواية سامي الطاهري أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل المساعد:

((النائب محمّد العفاس اقتحم اجتماع اللجنة الفنية الجهوية بجهة صفاقس التي تضمّ أطبّاء وممرّضين وممثّلين عن نقابات الصحّة وحاول فرض حضوره دون اتّخاذ الاحتياطات اللازمة في حين أنه غير معني بالدعوة إلى حضور اللقاء الفنّي. وطلبت منه المغادرة إلّا أنه رفض وتحصّن بكونه نائبا ومن حقّه الدخول إلى أيّ مكان ممّا تسبّب في انفضاض الاجتماع))

3. رواية محمّد العفّاس :

((أنا محمّد العفاس نائب بمجلس نوّاب الشعب ورئيس اللجنة الجهوية للصحة بصفاقس.. في إطار المتابعة.. وحتّى لا أتخلّى عن دوري النيابيّ كنت في الإدارة الجهوية للصحة من أجل حضور اجتماع لمتابعة ما يجري في الأزمة خاصة مع حادثة مستشفى الحبيب ثامر.. غير أنّ ممثّلة الاتّحاد الجهوي للشغل بصفاقس رفضت حضوري قائلة: "أنت من ائتلاف الكرامة ماتحضرش".. وفي الأثناء حضرت عصابة بين 30 و40 نفرا فضربوني ضربا مبرّحا.. وكسروا نظّاراتي.. وأخذوا جهاز هاتفي ولم يردّوه لي إلى حدّ الآن.. وقد كانوا يضربونني وهم يرتّلون "عاش عاش الاتّحاد أكبر قوّة في البلاد))

تلك روايات ثلاث لحادثة واحدة هي حادثة الاعتداء على نائب للشعب من قبل نقابيين رافضين لوجوده فوق الأرض…

دعونا من ذاك الخطاب الخشبي الذي يصرّح فيه أصحابه بأن العنف مرفوض وبأنّهم ضدّ العنف مهما كان مصدره.. هؤلاء ينشرون هذا الخطاب للتعويم والاستغباء لا غير.. ومن استغبى الناس كان منهم أغبى…

ولي على الأمر ملاحظات:

• يزداد في كلّ يوم يقيني بأنّ الاتحاد العام التونسي للشغل بقيادته العامّة المقيمة إنّما هو من أكبر حجرات العثرة في بلادنا. وأغلب القائمين عليه يكثرون عند الطمع ويقلّون عند الفزع.. بل إنّني أذهب إلى أنّ منهم من يستثمر في الأزمات ويخاف انجلاء الأمور.. لذلك يسعون في تعكير الأجواء كلّما وجدوا إلى ذلك فرصة.

• لا ندري ما الذي يدبّره هؤلاء النقابيّون للناس في ظلّ ما نحن فيه من جائحة كان من الأجدر أن يتكاتف عليها الجميع وأن ينسوا تناقضاتهم وأن يرصّوا صفوفهم لأجل تجاوزها بأخفّ الأضرار. هو طاعون قاتل يهدّد الناس بالفناء نحتاج لمواجهته إلى أن نكون متّحدين دفاعا عن حياتنا التي باتت مهدَّدة…

• لم نسمع في أيّ دولة من دول العالم أنّ منظّمة مدنية وطنية تمارس فعل الصعلكة والاستيلاء في أزمنة الجوائح وعند الأزمات..أمّا اتّحاد الشغل عندنا فقد بادرت قيادته بفرض واجب التبرّع على "الأجراء".. ودون أن تقدّم هي شيئا مرّت إلى عادة تعنيفها فأوعزت لحرافيشها بالاعتداء بالعنف الشديد على بعض نواب الشعب من "أجل تأديبه".. وهم لا يعرفون إلى الأدب طريقا غير طريق العنف.. وكذلك يفعل الأقوياء.. أوليسوا "أكبر قوّة في البلاد"؟

• قد نجامل السيّد سامي الطاهري فنصدّقه إذ لم نعهد للرجل كذبا ولا قرأنا له إشاعة. الرجل فاضل نزيه.. شريف زاهد نقيّ.. بريء لا شية فيه كبقرة بني إسرائيل جمع القداسة من ألفها إلى يائها.. ما عرفنا عنه سوى طهارة المسيح وزهد التبريزيّ ونضال تشي غيفارا.. وعبقريّة المعلّم الأوّل.. وكلّ المعلّمين…

• ولكن يا حضرة الأمين العام المساعد. الصورة لا تكذب.. العفّاس ظهر مقطّع الثياب.. ولا أظنّ أن طبيبا يقطّع ملابسه لإدانة خصم سياسيّ وإلّا لوجب عرضه على طبيب نفسانّي يحيله على مستشفى الأمراض العقلية حالّا لأنه، بما فعل بنفسه، بات خطرا على نفسه وعلى غيره.. الدم يسيل من فمه.. قد يكون لَكَمَ فَمَهُ لعدم حاجته إلى أسنانه.. نظّاراته مكسّرة.. ربّما ملّ من البصر فقرّر الخلاص من آلة النظر… لذلك أدعوك إلى مواصلة صعود الجبل والمطالبة بعرض الطبيب على طبيب…

• سي سامي. لماذا كلّما حضرتم اجتماعا أفسدتموه؟ ما الذي تدبّرونه للبلاد بعد الذي فعلتموه بها؟ قلت إن العفّاس اقتحم الاجتماع.. هل هو اجتماع حربيّ سرّي؟ كيف اقتحمه؟ هل جاء متحصّنا بمدرّعة اقتحم بها الاجتماع؟ ما الذي تخافون من أن يطّلع عليه؟ قلتَ: "هو غير معنيّ بالدعوة إلى الاجتماع".. من الذي ضبط للدعوة شروطها؟ وما الذي تمثّله النقيبة حتّى تمنع الطبيب وهو داخل مبنى الإدارة الجوية للصحّة؟ قد كنّا نصدّق اتّهامة باقتحام الاجتماع لو أنّه أراد الدخول إلى ثكنة الاتّحاد الجهوي للشغل ليحضر اجتماعا نقابيا مغلقا مثلا.. الرجل طبيب ورئيس لجنة الصحّة الجهويّة بصفاقس ونائب منتخب من الشعب، أراد أن يحضر اجتماعا في إطار أزمة صحية شاملة فما الذي يعنيه منعه من الحضور؟

• سي سامي. إنّكم بفعلكم هذا تمعنون في تنفير الناس منكم.. ومحمّد العفّاس ما وصل إلى البرلمان إلّا بخطاب مهاجمتكم.. بفضل ذلك الخطاب انتخبه من انتخبه.. ألم تفهموا ذلك؟ فلماذا تمعنون في الهروب إلى الأمام؟

• إنّكم برعونتكم وصلفكم تزيدون من شكوكنا. فهاكم شكوكنا…

- النقابيون نافذون في المستشفيات يفرضون أجندتهم دوما. أسرّة الإنعاش التي ينزل بها المصابون قليلة جدّا قد لا تتسع لأعدادهم التي من المتوقّع أن تتزايد.. فما الذي تدبّرونه من وراء علم المواطنين؟

- في إيطاليا، لأنّ أجهزة التنفس الصناعيّ لا تتوفّر بما يكفي، وردت توصيات من الأطبّاء بمنع المريض الذي يزيد عمره عن 65 سنة من الدخول إلى المستشفى، حتى لو كانت لديه أعراض مرض أخرى غير أعراض الكورونا. فمن كان كبير السنّ يُتْرَك ليموت لينجوَ الشباب المعوَّل عليه في الإنتاج..

- فهل، تُرى، منعتم نائب الشعب من الحضور لأنّكم تدبّرون معادلتكم الخاصّة : لندرة أجهزة التنفّس الصناعيّ لا يقبل بالمستشفيات التي تستولون عليها من لم يكن نقابيا أو لا يحمل معه جوازا نقابيّا؟

• أنا لا أفهم منعكم العفّاس من حضور الاجتماع إلّا في هذا الاتّجاه.

• أراه يليق بكم.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات