حكمة في الوقت الضّائع!

Photo

في المقهى كنّا "مجموعة من المثقفين" نتناقش حول ما سمّي باختطاف المتهرّب الجبائي المرشّح للرّئاسة ، تحاليل ونقاشات واستنتاجات ومعطيات من مصادر متنوّعة وكلّ يدلي بدلوه حول من يقف وراء ما حدث وعن استقلال القضاء ومآلات ما وقع على الانتخابات ،

وكان بجانبنا رجل مسنّ يجلس وحيدا لا تظهر عليه علامات النّباهة في التّحليل السّياسي أو هكذا سوّات لنا نرجسيّة المثقّف وغربته عن النّاس، كان يستمع إلينا بانتباه وبشيء من السّخرية الخفيّة ، بعد انفضاض المجلس ناداني وقال أنتم النّخبة تفكيركم يحلّق في السّماء بعيدا عن أرض الواقع ، خلته للوهلة الأولى يعاني من الوحدة ويريد جليسا، لكنّه اعتذر منّي قائلا أنت من النّخبة وأنا رجل أمّي ولكن لا بأس أن تستمع لرأيي.

جلست حياءً من سنّه، فسألني هل تعلم من الذي أودعه السّجن؟ ، قلت القضاء ويقال لصالح مرشّح للانتخابات ، فصمت ثمّ ابتسم قائلا بل هو الذي اعتقل نفسه، ضحكت ، لكنّه واصل ، ألم يكن يعلم أنّ وراءه قضايا متلتلة ؟ ألم يكن متأكّدا أنّ تلك القضايا تتطلّب أموالا طائلة لتسويتها؟ ألم يحاول بكلّ الطّرق حماية نفسه بالقرب من الأحزاب والسياسيين ؟ أليس ترشّحه للرّئاسة هو السبيل الذي بقي له لحماية نفسه؟

ثمّ وصل إلى زبدة حديثه، إذا هو من خطّط لكلّ ذلك ويعلم أنّ كلّ ما وقع سيقع وسيستفيد منه وسيضع الجميع في حرج ليربح الجولة ، كلّه مدروس يا أستاذ ، عقل متاع مافيا ، ثمّ اعتذر منّي قائلا سامحني ضيّعتلك وقتك يا أستاذ.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات