صديق حائر بين المرزوقي و عبو

Photo

صديق حائر بين المرزوقي و عبو سألني فأجبته صادما: ثمة احتمال كبير أن لا تجدهما في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية 2019 إذا ما أصر كل منهما على الترشح. ثم أوضحت…

سنة 2014 أحرز المرزوقي على 33 بالمائة في الدور الأول ليمر في المرتبة الثانية إلى الدور الثاني متأخرا بست نقاط عن قايد السبسي المرشح الأبرز للمنظومة القديمة. وقد استفاد الدكتور الحقوقي حينها بالخصوص، إلى جانب خصاله الشخصية كنظافة اليد، من موقعه كرئيس يمثل مع حزبه المؤتمر أحد أضلاع الترويكا الحاكمة ومن أصوات المحسوبين على المسار الثوري باستثناء "اليسار النمطي" ومن العامل الجهوي المهم في تونس باعتبار أصوله الجنوبية التي تلتقي مع المعقل الأساسي لأنصار النهضة التي لم يكن لها مرشح رئاسي من صفوفها (دعك من موقفها الرسمي المحايد).

فهل سيصل هذه المرة إلى ثلث مجموع الناخبين؟ لا طبعا فقد غادر السلطة منذ خمس سنوات لم ينجح خلالها في بناء حزب قوي مثلما نجح المرحوم الباجي خلال سنتين بعد خروجه من قصر الحكومة في تأسيس نداء تونس، بل إن حزب "حراك شعب المواطنين" الذي ترأسه على أنقاض حزب المؤتمر المنقسم إلى أربعة أحزاب لم يتمكن في آخر انتخابات بلدية من التقدم بأي قائمة في معظم الدوائر الانتخابية وهو ما يتناقض مع مقولات المرزوقي حول أولوية الديمقراطية المحلية وكشف عجزه عن العمل الميداني المستديم غير المناسباتي.

في المقابل استطاع محمد عبو ، الدكتور الحقوقي بدوره والذي ساند ترشح المرزوقي سنة 2014 رغم الخلاف الحزبي، أن يطور مع رفاقه ورفيقة دربه حزب "التيار الديمقراطي" الذي ترسخت مصداقيته ومكانته السياسية والرمزية كحزب معارض مبدئي وعقلاني تميز أداؤه البرلماني وتزايد إشعاعه المحلي (كما تشهد على ذلك نتائجه البلدية المحترمة نسبيا) ولا سيما في صفوف الشباب والراغبين في التغيير خلف شعار مركزي مدعم بالملفات وهو " مكافحة الفساد" مع اعتماد أساليب اتصال عصري عبر الوسائط الرقمية وفنياتها.

ومع كل ذلك ، وبعيدا عن روح الإنصاف والتقييم الموضوعي للأداء وليس للأشخاص في السنوات الخمس الماضية، سيتفوق المرزوقي على عبو ( الأكثر جرأة تقدمية في مسألة الإرث العزيزة جدا على قلوب المحافظين الذين لم يغفروا له ذلك) خلال الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، لكنه لن يصل إلى نصف ما تحصل عليه سنة 2014 حيث سيتفرق النصف الأخر بين محمد عبو وقيس سعيد ( المرشح المفاجئ في استطلاعات الرأي ذات السمعة السيئة عندنا وهي الأقرب إلى أصابع المنظومة القديمة بمالها السياسي الفاسد و المراهنة على تقسيم الجبهة المقابلة وتفتيتها) والجبالي وربما غيرهم....

ولهذا ولأسباب أخرى متعلقة بتعدد المنافسين الجديين المسنودين حزبيا وماليا في الجهة المضادة المتحفزة داخليا وخارجيا ، أتوقع أن يحصل المنصف المرزوقي على ما يناهز 13 بالمائة هذه المرة بينما لن يتخطى محمد عبو 7 بالمائة ، في حين يتطلب المرور إلى الدور الثاني 20 بالمائة على الأقل…

والخلاصة ، إن لم يتنازل أحدهما للآخر فلن يتجاوز أي منهما الدور الأول، والأرجح عندي أن حظوظ عبو في الدور الثاني، بدراجته البرتقالية الواعدة الهادئة و"ساميته" المزمجرة الهادرة (ههه) ، أقوى من حظوظ المرزوقي في مواجهة المرشح الموحد للمنظومة "العميقة العقيمة".

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات