كرونيكور / كرونيكوز : من غرفة الاستبداد إلى مخدع السّوق !!

Photo

عندما تطّلع على كشّاف اصطلاحات الميديا تفهم أنّ هذا الصّنف من المادّة الإعلاميّة التي يقدّمها من يطلق عليه الكرونيكور والكرونيكوز مختلف عمّا يقدّمه المحلّل والخبير والأكاديمي حيث يكون المضمون وفق معايير الموضوعيّة والضّبط مطلوبا ،

بينما في حالة الكرونيك سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئيّة فالمطلوب مساحة من إبداء الرّأي الشّخصي لأشخاص من داخل الإعلام أو خارجه ولا يشترط فيهم الموضوعيّة والالتزام بقواعد التّفكير المنهجي حيث الغاية تسويقيّة تجاريّة أكثر منها معرفيّة، ويسمح بالرّأي الذّاتي المثير والمستفزّ والشّاذّ ،

لكن يشترط حدّ أدنى "خيط رقيق "من المصداقيّة حيث تبقى قداسة الخبر وحريّة التّعليق ثابتا قيميّا جامعا لكلّ النّشاط الإعلاميّ وإن سُمح بمساحة من التلاعب بمصداقيّة الخبر ومخاتلتها والاشتغال على الإيهام والغموض والمناطق المعتمة والملتبسة القابلة للتّأويل .

بعد بحث عن وظيفة الكرونيكور كما ظهر في ميديا الغرب تفهم دوافعه وأهدافه واستثمار هذه الميديا بشكل أداتيّ استشهاريّ لوجوه وشخصيّات مثيرة للجدل في إطار منافسات الأوديمات حيث الأخلاق ليست معيارا أمام قيم السّوق القائمة على مبدأ من يرفع الأوديمات أكثر أو يحافظ على سقفها ،

الكرونيكور والكرونيكوز يفهمان ذلك جيّدا ويستجيبان لهذا التّوظيف الأداتي بل يصبحان علامة "ماركة" تسويقيّة بمقابل مجزئ هو جزء من أرباح التّسويق والاستشهار .

سوق تنافسيّة متوحّشة أضعف حلقة فيها هي الأداة الموظّفة "الكرونيكور والكرونيكوز " حتّى وإن توهّما أنّ ما يقومان به يعبّر عن قيم إيجابيّة أو يندرج ضمن صراع شريف ومعركة مشروعة ضدّ قوى الشرّ ،

كلّها تبربرات وحيل دفاعيّة للترضية الذّاتيّة أمام مفرمة السّوق التي تطحن كلّ من يقف أمام شهوتها في الاكتساح والإثراء …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات