النهضة و سياسة التّلون

Photo

تسعى حركة النهضة جاهدة العمل على إخراج نفسها في ثوب الحركة المدنية الديمقراطية بحثا عن موطن قدم لها داخل المشهد السياسي المتشعب محليا و إعطاء صورة تقيها سهام النقد و الإتهام بجذورها الإخوانية خارجيا.

منذ مؤتمرها الأخير و الذي دعا فيه مجلس الشورى الي الفصل بين العمل السياسي و الدعوي اعتبارا أن المنهج الديني التاريخي للحركة انتهى دوره بوصولها لسدة الحكم،و تكريسا لهذه الشعارات ذهبت حركة النهضة أبعد من ذلك بكثير، حيث تحول خطابها إلى خطاب بدون هوية فكرية و سياسية واضحة فاجأ خصومها قبل قواعدها أين حاولت تطبيق شعارات الحداثيين من دعم حقوق المرأة المطلقة و جعلها شريك قار مع الرجل من خلال تحقيق مبدأ التناصف أو حتى وضعها في المقدمة في ضرب لأدبياتها التاريخية.

هذا الحديث مرده نتائج الانتخابات الداخلية للحركة بخصوص تكوين قائمات الانتخابات التشريعية القادمة حيث تصدرت العديد من النساء المشهد و افتككن رئاسة القائمات بعديد من الولايات و أمام عدة قيادات تاريخية.

هذه النتائج لا أراها تلقائية و تعبير على كفاءة بنات حواء داخل حزب مرجعيته دينية، إنما هو تحضير مسبق و نتائج محددة مسبقا من إظهار صورة جديدة عن الحركة متصالحة فيها مع المرأة و الحداثة.

أصبحت حركة النهضة تعيش تلوينات جديدة و متعددة بحثا عن وجودها المستمر و الدائم إلا أن هذا التغيير لم يشمل المحتوى بقدر ما شمل الشكل و المظهر و لن يساهم بتاتا في إظهار الحركة في ثوب المدنية و الحداثة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات