للمرَّة الخامسة، عُزُوف انتخابي ساحق غير مسبوق في التَّاريخ ب 88.4%، ورفض شعبي واسع مُتجدِّد لاستصدار "تفويض شعبي" للمسار الرِّئاسي الفرداني.. فهل يستفيق رئيس الجمهوريَّة ويتوقَّف عن بيع الوهم لنفسه وعن إيهام الشَّعب بالتَّقدُّم وهو يُهرول القُهْقُرِي في "السَّيْر للورى زقَّفُونَة"..
عُزُوف كبير على انتخابات المحلِّيَّات الرّئاسيَّة، رغم توظيف موارد الدَّولة لتقديم رشوة انتخابيَّة قُبيل الانتخابات بتوزيع لِتر واحد من "زيت زيتون الحاكم" سنويًّا في "مسالك التَّجويع الانتخابي" بسعر تفاضُلي بخمسة عشر دينارا (أقل ب 40% من سعر السُّوق لا يُعلم من تحمَّل تمويلها) لكل عائلة تتقاسمه مع عشر عائلات أُخر،
ورغم خرق الرَّئيس لواجب الصَّمت الانتخابي واستعماله منصبه السِّيادي للتَّدخُّل في عمليَّة الاقتراع وبث خطاب متلفز واقفا برفقة حرمه المصون من داخل ساحة مكتب الاقتراع وفي يوم الاقتراع، للتَّسويق للمشاركة بكثافة في إنجاح مشروعه الفرداني، في خرق واضح للقانون الانتخابي ولدولة القانون وللمساواة بين المواطنين ولنواميس ومعايير الانتخابات الدِّيمقراطيَّة المتعارف عليها بين النَّاس والمعلوم منها من الدِّيمقراطيَّة بالضَّرورة في كل دول المعمورة..
ومقاطعة واسعة ولا مُبالاة شعبيَّة غير مسبوقة للمشروع الفوضوي لأنصار الرَّئيس و"الهياكل التَّفسيريَّة المُؤقَّتة" المُسمَّى "مشروع البناء القاعدي" لتقويض أركان الدَّولة..
وللمرَّة الخامسة على التَّوالي منذ إعلان التَّفعيل التَّوسُّعي اللَّادستوري للتَّدابير الاستثنائيَّة، يفشل رئيس الجمهوريَّة في الإقناع بمشروعه، ويعجز عن استصدار تفويض شعبي لمساره الفرداني الَّذي فرضه على الدَّولة وعلى الشَّعب..
فحسب الأرقام الرَّسميَّة الَّتي أعلنتها "هيئة (ال)فاروق (أ)بو عَسْكَر" الرِّئاسيَّة للانتخابات، لم يُشارك اليوم غير 11.6% فقط في المحلِّيَّات الرِّئاسيَّة، في حين لم يشارك في التَّشَّريعيَّات الرِّئاسيَّة إلَّا 8.8% فقط في الدَّور الأوَّل و11.2% فقط في الدَّور الثَّاني، في أضعف نسب مشاركة انتخابيَّة قياسيَّة لم تشهد لها تونس ولا العالم مثيلا..
وكان الشَّعب التُّونسي الكريم قاطع استفتاء الرَّئيس على دستور الرَّيس بنسبة ناهزت الثَّلاثة أرباع حيث لم يشارك غير 27% فقط.. وذلك بعد مشاركة هزيلة تراوحت في حدود 6% فقط في الاستشارة الالكترونيَّة الرِّئاسيَّة على الأسئلة الرِّئاسيَّة حول النِّظام السِّياسي الَّذي يحبِّذُه رئيس الجمهوريَّة، وهي تقريبا نفس نسبة المشاركة الهزيلة في الاستشارة الالكترونيَّة الرِّئاسيَّة حول الأولويَّات الرِّئاسيَّة للإصلاح التَّربوي الرِّئاسي بمشاركة نصف عُشُر التُّونسيِّين في حدود 5% فقط..
فيا رئيس الجمهوريَّة، إلَامَ وَحَتَّامَ الهُروبُ إلى الأمام وهرولة "السَّير لِلِوَرَى زَقَّفُونَة"؟؟؟
"يا قَوْمِ إِلَامَ و حَتَّامَ
مَا زِلْنَا فِي غُرَفِ التَّخْدِيرِ عَلَى سُرُرِ التَّخْدِيرِ نَنَامْ
وَالعَامُ يَمُرُّ وَرَاءَ العَامِ وَرَاءَ العَامْ
وَالأَرْضُ تَمِيدُ بِناَ وَالسَّقْفُ يُهِيدُ رُكَامًا فَوْقَ رُكَامْ
وَالكَذِبُ يُغَطِّينَا مِنْ قِمَّةِ هَامَتِنَا حَتَّى الأَقْدَامْ
يَا قَوْمِ إِلَامَ و حَتَّامَ يَا قَوْمِ إِلَامَ و حَتَّامَ"
فدوى طُوقان