ثمة نقاش واسع بين المفكرين والسياسيين الاسرائيليين حول جدوى العملية العسكرية البرية ، وتشير اغلب تقديراتهم الى ان ايقاع العملية العسكرية والنتائج الميدانية بشكلها الحالي لا يغري على الاستمرار في هذه العملية للأسباب التالية:
أ- ان حجم الخسائر البشرية في القوات الاسرائيلية فاق كثيرا التقديرات الاولية .
ب- ان القدرة على الوصول للرهائن تبدو احتمالاتها محدودة ومحفوفة بالمخاطر،وهو ما تأكد بعد الفشل في محاولتين نتج عنهما مقتل 4 رهائن.
ت- ان استمرار الضغط على المدنيين أساء الى الموقف الاسرائيلي دوليا بقدر لم تعهده اسرائيل،وان التصويت في الامم المتحدة في مجلس الامن والجمعية العامة يؤكد تزايد اصوات النقد للسلوك الاسرائيلي، والتي كان آخرها الحرج الشديد الذي تواجهه الدبلوماسية الامريكية كما عبر بايدن عن ذلك،وتزايد المطالبة بوقف اطلاق النار بين الدول الاوروبية من كل من فرنسا والمانيا وبريطانيا.
ث- ان القضاء على القدرة العسكرية للمقاومة سيستغرق أجلا طويلا –ربما لشهور- ،وقد يترتب عليه تداعيات كثيرة اقليمية وداخلية.
ج- ان التوتر داخل الشارع الاسرائيلي واهتزاز صورة نيتنياهو في الشارع الاسرائيلي يزداد تدريجيا،وهو ما يربك الجبهة الداخلية.
في ظل هذه التعقيدات ، يميل التخطيط الاسرائيلي الى خطة جديدة تبدو ملامحها العامة على النحو التالي:
1-سحب القوات البرية الاسرائيلية المتوغلة في اتجاه الجنوب وتمركزها على خطوط الفصل بين الشمال ووسط القطاع .
2- السيطرة التامة على شمال القطاع والتمركز فيه .
3- استمرار الغارات الجوية على جنوب القطاع مع عمليات تسلل بين الحين والآخر في هذه المنطقة لضرب اهداف معينة.
4- اغلاق معبر فيلادلفيا(او صلاح الدين) ،وهو الخط الفاصل بين مصر والقطاع ويمتد من ساحل البحر المتوسط الى نقطة الحدود في معبر كرم ابي سالم بطول 14 ونصف كيلومتر، مع تنسيق مصري اسرائيلي في هذا الجانب.
5- انشاء تحالف يضم اسرائيل والدول العربية المطبعة معها تحت غطاء تنظيم تقديم المساعدات الانسانية ،ولكنه في الحقيقة سيتسع الى حدود تبادل المعلومات الامنية لتسريع انهيار المقاومة .
6- بعد انجاز كل ما سبق تتم الموافقة على وقف لإطلاق النار بشرط بقاء القوات الاسرائيلية في مواقعها الميدانية وتستمر في الاشراف على المساعدات الانسانية من حيث الكم والنوع الى حين تقديم التنازلات التالية :
أ- تسليم جميع الرهائن للسلطات الاسرائيلية.
ب- تسليم المقاومة لسلاحها .
ت- خروج جميع قادة المقاومة من قطاع غزة.
ث- احلال أمني يتم من خلاله وبمساعدة الحلفاء العرب لإسرائيل نقل كتائب امنية من اجهزة التنسيق الامني الفلسطيني في الضفة الغربية –وربما من بعض الدول العربية- لضبط الامور .
ج- تشكيل هيئة لجمع التبرعات لإعادة الاعمار تساهم فيه دول الخليج مع استمرار المشاركة الاسرائيلية في ادارة صندوق التبرعات .
هل ستتبلور هذه الخطة خلال الايام او الاسابيع القليلة القادة ؟ الامر مرهون بالميدان العسكري أولا وبقدرة الشعب الغزي على احتمال الزلزال ثانيا وبمستوى الخذلان العربي ثالثا .