استثناء الرَّئيس قيس سعيِّد من قمَّة "لامبيدوزا"، الواقعة في عرض السَّواحل التُّونسيَّة على تخوم الوطن، بين رئيسة وزراء أقصى اليمين الإيطالي جورجيا ميلوني ورئيسة المفوضية الأوروبِّيَّة أورسولا فاندرلايان لتباحث تسارع نسق توافد المهاجرين عبر قوارب الهجرة إلى الجزيرة وقدوم زهاء 12 عشر ألف في موجة واحدة في ثلاثة أيَّام ثلاثة أرباعهم من التُّونسيِّين، بعد أسابيع من إمضاء "اتِّفاق العار" بقصر قرطاج لإجبار تونس على لعب دور الشُّرطي لحماية القلعة الأوروبِّيَّة مقابل بعض الفتات المالي وبعض المقبوليَّة الدِّيبلوماسيَّة الدُّوليَّة لحكومة وسلطات الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة..
حسب الإعلام الغربي، طالبت ميلوني من فاندريلاين بمطلبين إثنين:
أوَّلا: ـ على المستوى العاجل: الإسراع بصرف "تفتوفة" 100 مليون أورو بشكل عاجل لدعم تونس في التَّصدِّي للهجرة السِّرِّية عبر منع المهاجرين من الاقتراب من السَّواحل الإيطاليَّة،
وثانيا: ـ على المستوى القريب والمتوسِّط: نشر قوَّات أوروبِّية (بحريَّة وجوِّيَّة واستخباراتيَّة) لمنع خروج المهاجرين من السَّواحل الشَّمال ـ إفريقيَّة، أي من تونس وليبيا.. وهو نفس الخطَّاب الَّذي تقيَّأته اليوم شريكتها الفرنسيَّة مارين لوبان في افتتاح الجامعة الصَّيفيَّة لحزبها حزب أقصى اليمين العنصري الفرنسي ووعدها لناخبيها العنصريين ب"مرافقة قوراب المهاجرين عبر القُوَّات الفرنسيَّة إلى موانئ انطلاقها" في شمال إفريقيا..
وبقطع النَّطر عن التَّجاهل الدِّيبلوماسي لقمَّة في مجالنا الحَيَوي التُّونسي وعلى أرض جزيرة كانت تونسيَّة بالتَّاريخ والجغرافيا والجيولوجيا والحضارة، فما هو موقف الرَّئيس قيس سعيِّد من الورطة الَّتي وضع نفسه وتونس فيها بإمضائه "اتِّفاق العار" والقبول بدور الشُّرطي التَّابع لحراسة القلعة الأوروبِّيَّة من ابناء بلاده ومغربه وقارَّته، وتقمًّ دور مُهين لتونس ولشعب تونس ولوطننا الكبير شمال إفريقيا ولاتحاد مغربنا العربي ولاتِّحادنا الإفريقي ولقارَّتنا السَّمراء بأسرها..