رغم إيجابيَّة التَّفاعل الرِّئاسي مع الحملة الوطنيَّة والدُّوليَّة ضدَّ "صنصرة" الكتب في معرض تونس للكتاب، رسائل سلبيَّة بالجُملة والتَّفصيل شكلا ومضمونا في زيارة رئيس الجمهوريَّة لمكتبة "الكتاب" بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة..
شكلا: لا يتنقَّل رئيس الدَّولة في مناسبة ثقافيَّة ولمنشأة ثقافيَّة بدون مستشاره الثَّقافي ومرفوقا فقط بالجناح الأمني للسُّلطة التَّنفيذيَّة للدَّولة، ممثَّلا بوزيره للدَّاخليَّة (وفي هيئة غير لائقة فيها استهتار وتهوُّر سلوكي في حضرة رئيس الدَّولة) ومدير ديوان وزيره للدَّاخليَّة (المُسقط من خارج الوزارة والَّذي لم يصدر بعدُ حتَّى أمر تسميته رسميًّا لشارك في نشاط رسمي ومع رئيس الدَّولة) وكبار مُدراء الأمن (الإشارة لجميعهم بالسَّهم الأحمر)، بالإضافة لأعوان الحراسة الشَّخصيَّة لأمن رئيس الدَّولة (قمنا بتغطية أعينهم حماية لهم ولوظائفهم في تأمين رئيس الدَّولة وكبار الشَّخصيَّات الوطنيَّة وضيوف تونس كما تجري الأصول)..
وبالأخص إذا كان الوزير وزيرا للتَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة مطلق الصَّلاحيَّات الأمنيَّة القمعيَّة تحت سلطان حالة الطَّوارئ وسلطات التَّدابير الاستثنائيَّة ويكنِّي نفسه من فوق كل ذلك بكُنية "ستالين" أحد كبار المستبدِّين في تاريخ البشريَّة ومنتهكي الحقوق والحرِّيَّات وبالأخص حرِّيَّة الرَّأي والتَّعبير "ستالين"..
فحُرِّيَّة الفكر والوجدان والضَّمير والرَّأي والتَّعبير لا تستقيم باصطحاب وزير الأمن وكبار مدراء الأمن الَّذين تتمثَّل وظيفتهم في حفظ النِّظام وعادة ما ينحرفون به لقمع الحُرِّيَّات والتَّضييق عليها ويمثِّلون في عيون الرَّأي العام شق "النِّظام" في أحسن الحالات و"القمع" في أسوإِها، وليس شق الحُرِّيَّة" ولا "العدالة"..
بل يحرص الرُّؤساء على أن يرافقهم في مثل هاته المناسبات كبار المُثقَّفين والأدباء والمبدعين ووزير الثَّقافة رموظ "الحُرِّيَّة"، ويمكن إضافة القرين والأبناء لإضفاء مسحة إنسانيَّة عائليَّة على الممارسة السِّياسيَّة، بمناسبة زيارة مكتبة مختصَّة في "بيع الكُتب" وليس من وظائفها "شراء الشُّبوك"..
مضمونا: أكَّد رئيس الجمهوريَّة من حيث أراد النَّفي خبر منع كتاب من العرض وسحب كتب أخرى من جهات خفيَّة لا يعلمها إلَّا الله والرَّاسخون في العلم "الزَّقَّفوني" لشؤون "التَّدابير الاستثنائيَّة"، في سابقة خطيرة أدانتها بديبلوماسيَّة لَبِقة لجنة تنظيم معرض الكتاب وندَّذت بها بدون مواربة رئيس لجنة الإهلام والاتِّصال بها..
وفي التَّحصُّل معناها / وفي ما تحصَّل معناه وتوضَّح مُبتغاه: جميل أن يتسفيق رئيس الجمهوريَّة ممَّا أسماه اللَّيلة "غيبوبة (القَصر ال)فكريَّة" وأن يتفطَّن لأفاعيل "الجهات المُخوَّلة" السِّرِّيَّة الَّتي تعبث بالدَّولة وتُسيء لسمعتها "في الدَّاخل والخارج" وتُنكّل بالشَّعب متخفِّية وراء الغرف الخفيَّة الخلفيَّة المظلمة الَّتي تسرَّبت إلى محيطه وتبثُّ سمومها وتنفِّذ مخطَّطاتها باسمه.. ولكنَّ التَّروِّي في اختيار المرافقين والدَّلالات والرَّسائل أهمُّ من الاندفاع "البافلوفي" المتوتِّر لتسجيل سَبْق فيديو فايسبوكي لشتم الخصوم ولتوجيه رسائل غير مدروسة..
وفي الأثناء، وفي بلاد تحترم نفسها، وبعد ما أكَّده رئيس الجمهوريَّة، 1ـتُباشر اللَّيلة النِّيابة العموميَّة تحقيقاتها من تلقاء نفسها لكشف الوفاق الإجرامي لشبكة "محاكم التَّفتيش" السِّرِّيَّة؛ 2ـ وتستقيل اللَّيلة وزيرة التَّدابير الاستثنائيَّة للثَّقافة ولجنة تنظيم الدَّورة الخاليَّة لمعرض الكتاب احتجاجا على تهديد حُرِّيَّات الفكر والرَّأي والتَّعبير والنَّشر من طرف "جهات مُخوَّلة" خفيَّة سرِّيَّة تتلاعب بالدَّولة وتتطاول على الشَّعب..