عندما تصدّينا للإنقلاب أنا و زملائي و زميلاتي المحاميات خصوصا.. كنا دائما نتحدّث عن الإستعداد النّفسي و إعداد أبنائنا و عائلاتنا لإمكانيّة الإيقاف و التمرميد في السّجون.. و كنا نوصي بعضنا بالاهتمام و الصّمود و بوقفة الرّجال ..
حتى أن أحد الزّملاء دون ذكر الأسماء (الأستاذ أنور أولاد عليّ ههه).. سألني مرة للدّعابة و التّخفيف من وطىء الموضوع .. اسلام شنوة تحب نجيبولك في القفّة؟ و البريكة تاكلها طايبة و إلا مروبة؟ ههه ..
عاد كنت أقول لهم.. إن إحالةً أمام المحكمة العسكريّة على أساس الفصل 72 الذي يعَاقَب مُرتكبه بالإعدام أفضل عندي و أهون من الإحالة بنصّ عقوبته أقل بكثير و فيه إساءة لشرفي و عرضي.. فالنّظم الدكتاتورية البولسيّة عادة .. عندما تريد كسر امرأة و ضرب صورتها و سمعتها و تشويهها تقوم بتلفيق و فبركة ملفّات أخلاقية و في ذلك تحطيم لها و لعائلتها ..
و هو للأسف الشديد ما وقع مع القاضية الفاضلة التي أُعفيت من عملها و سُحلت على منصات التّواصل الإجتماعي .. بعد أن رماها رئيس الجمهورية شخصيّا بالزّنا في خطاب رسمي مباشر شاهده ملايين من التونسيين .. فالقضاء اليوم برّأها و حكم بعدم سماع الدعوى في حقها.. لكن بعد إيه.. يا ويلك من ربي قبل عباده .. يا ويلك .. ربي يحفظها و يحفظنا و يسترنا أجمعين ..