عن مرارة الحوار السطحي والشكلي وحلاوة الحوار المعمق والتشاركي الحقيقي

Photo

في حوار مطول لـ"حقائق أون لاين"، استغرب وزير التربية ناجي جلول من رفض عدد متزايد من التلاميذ لقرار إلغاء الأسبوع المغلق وأعرب "عن شعوره بالمرارة جرّاء عدم تحمّس البعض من مكونات المشهد التعليمي لمشروع الإصلاح التربوي، فضلا عن عدم فهم لفيف آخر لكُنه وفوائد قرار إلغاء الأسبوع المغلق الذي هو محّل توافق ضمن مخرجات الحوار الوطني، لكنّ الإشكال حسب تقديره، قد يكون اتصاليا بالأساس ومردّه أيضا عدم تفعيل مجلس للمؤسسة يجمع ممثلين عن الأولياء والتلاميذ والأساتذة والقيميين وغيرهم من بقية الأطراف المعنية بهذه المسألة."

تعليق: إن "عدم تحمّس البعض من مكونات المشهد التعليمي لمشروع الإصلاح التربوي، فضلا عن عدم فهم لفيف آخر لكُنْه وفوائد قرار إلغاء الأسبوع المغلق" و تعرضه بالذكر لأهمية إشراك "الأولياء والتلاميذ والأساتذة والقيميين وغيرهم من بقية الأطراف المعنية بهذه المسألة" دليل ساطع على أن "الحوار الوطني" الذي أشرفت عليه الوزارة وشريكاها لم يكن إلا حوارا شكليا وسطحيا وأن نواتجه لا تعبر بحق عن وجهة نظر مجتمعية عامة، بغض النظر عن الأسباب وعن مدى وجاهة إنهاء العمل بالأسبوع المغلق، فلو كان الأولياء والتلاميذ والأساتذة قد تحاوروا فعلا حول الإصلاح التربوي (بما في ذلك حول موضوع التقييم التربوي والنظام الإشهادي) وبصفة معمقة وجدية (موش بطريقة "عندكش عندي") لما حصل هذا الذي جعل السيد الوزير يشعر بسببه بالمرارة، ولوجد حلاوة نواتج الحوار الديمقراطي التشاركي المعمق والحقيقي، والذي عرضنا عليه في الائتلاف المدني أن نتحمله عوضا عن الوزارة مع الأولياء ومختلف مكونات المجتمع المدني، ولكنه لم يمنح البلاد هذه الفرصة عملا رغم ترحيبه بها قولا.

هذا تعليق أول: وتعليق ثان، هو أن نواتج الاستشارات الوطنية لا تصلح لوحدها مصدرا للإصلاح، فلا بد من الأخذ بعين الاعتبار عدة متغيرات أخرى سياسية وبيداغوجية وتواصلية وفنية وبيداغوجية يفكر فيها أهل الخبرة وأهل الحكمة.

والسلام على من اعتبر وبالعبرة عمل واستوصى.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات