أولى التَّبعات الكارثيَّة لاستقبال زعيم "جبهة البوليزاريو" بحفاوة من طرف رئيس الجمهوريَّة شخصيًّا في مدرج الطَّائرة الرِّئاسيَّة الجزائريَّة وفي القاعة الشَّرفيَّة وفي بهو قصر المؤتمرات في افتتاح "الدَّورة الثَّامنة لندوة طوكيو الدُّوليَّة للتَّنمية في إفريقيا" (تيكادـ8)، بعد أن نسي الرَّئيس أنَّ تونس واتِّحادنا المغاربي وجامعة دولنا العربيَّة ومنظَّمة الأمم المُتَّحدة لا تعترف بجبهة البوليزاريو ولا بجمهوريَّتها الصَّحراويَّة، وبعد أن نسي رئيس الجمهوريَّة أنَّه الرَّئيس المباشر لجامعة الدُّول العربيَّة في مستوى القمَّة..
اليوم وزير خارجيَّة اليابان يتبرَّأ من الدَّعوة المثيرة للجدل ويرأب الصَّدع مع نظيره المغربي في جلسة عمل عن بُعد غطَّاها إعلام البلدين.. ودول الخليج العربي تُبْلِغُ في نفس اليوم رسميًّا الأمين العام لجامعة العربية أنَّه "لا قمَّة عربيَّة بالجزائر دون المغرب"، فيما تناولته مصادر إعلاميَّة عربيَّة اليوم، بعد أن أقرَّ مجلس الجامعة مقترح الرَّئيس عبد المجيد تبُّون بعقد القمَّة الواحدة والثَّلاثين في الجزائر العاصمة ليومين بداية من غُرَّة نوفمبر 2022، تاريخ اندلاع الثَّورة الجزائريَّة المجيدة ضدَّ الاستعمار الفرنسي الغاشم..
علما وأنَّ المملكة المغربيَّة ترأس الدَّورة الحاليَّة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة المجتمع في القاهرة للإعداد للقمَّة العربيَّة والقمة العربية التنموية، الاقتصادية والاجتماعية الخامسة المزمع انعقادها بنواكشوط في موريتانيا سنة 2023، بإشراف سفير المغرب السَّفير أحمد التَّازي لدى القاهرة وحضور وزراء وسفراء مندوبين دائمين عرب..
وتشهد أروقة الجامعة صراعا حادَّا بين المغرب مدعوما بمصر ودول الخليج والأردن واليمن من جهة والجزائر وموريتانيا من جهة أخرى وغياب مُريب لتونس، حول القمَّة وخريطة العالم العربي الَّتي ستعلَّق في قاعة القمَّة وفي وثائقها، والَّذي يصرُّ المغرب على أن تتضمَّن خريطة المغرب بما في ذلك الصَّحراء الغربيَّة كما هو معتمد رسميًّا في الخريطة الرَّسميَّة المعتمدة في الجامعة العربيَّة، وهو ما يثير حفيظة الجزائر..
وأصبحت تونس عاجزة عن المبادرة والوساطة بعد الخرق الأخرق للحياد والاصطفاف إل جانب جبهة البوليزاريو وجمهوريَّتها الصَّحراويَّة غير المعترف بها تونسيًّا ومغاربيًّا وعربيًّا وإسلاميًّا وأُمميًّا..
وأبلغت دول الخليج قرارها بالمقاطعة إلَّا إذا حضرت المملكة المغربيَّة.. فيما لم تُقِم لا دول الخليج العربي ولا الأمانة العامَّة ولا الجزائر الشَّقيقة أيَّ وزن للرَّئيس المباشر لجامعة دولنا العربيَّة في مستوى القِمَّة الرَّئيس قيس سعيِّد بحكم احتضان بلادنا لآخر قمَّة عربيَّة القمَّة الثَّلاثين في 31 مارس 2019 برئاسة الرَّئيس الرَّاحل محمَّد الباجي قائد السِّبسي رحمه الله..
وفي تونس، دولة الرِّئاسة في مستوى القمَّة، تُلازم رئاسة الجمهوريَّة ووزارة ووزير التَّدابير الاستثنائيَّة للشُّؤون الخارجيَّة الصَّمت المُطبق..
لماذا "ينخرطون" في لعبة المحاور ضدَّ العقيدة الدِّيبلوماسيَّة للدَّولة التُّونسيَّة؟؟؟ لماذا يفعل الرَّئيس بنفسه، ويفعل به مستشاروه ومحيطه والكوارث البشريَّة من المتسرِّبين إليه من الغرف الخفيَّة الخلفيَّة المظلمة ما لا يفعله الجاهل بنفسه وببلاده، وما لا يفعله العدو بعدوه؟؟؟ لماذا كُلُّ هذا الخطأ والإصرار على الخطأ والإلحاح في تبرير الخطأ.. وجلَّ من لا يُخطئ..