1ـ قام رئيس الجمهوريَّة، في موكب عيد الجلاء 9 أفريل، بتسفيه صفحات إعلام الفتنة الالكتروني والمزمِّرين والمطبِّلين من أنصاره ومن تنسيقيَّات "الهياكل التَّفسيريَّة المُؤقَّتة"، واستعمل سيَّارة "المرسيدس" الرِّئاسيَّة المُصفَّحة الموضوعة على ذمَّته... وأعرض بالمناسبة عن استعمال أسطول السَّيَّارات المُصفَّحة الجديدة للجدل الَّتي كان استعملها قبل 72 ساعة يوم 6 أفريل في المنستير والَّتي أثارت حفيظتنا وحفيظة أغلب الوطنيِّين الصَّادقين والإعلاميِّين والمراقبين النُّزهاء..
2ـ كما كذَّب رئيس الجمهوريَّة بذات المناسبة روايات الخيال البوليسي العابر للقارَّات والخارق للعقل والذّي روَّج روايات "زرع أجهزة تصنُّت ألمانيَّة داخل المرسيدس الرِّئاسيَّة" و"تهديدات أمنيَّة" استعملتها صفحات الموالاة والتَّزلُّف لتبرير استعمال أسطول سيَّارات "هوندا" الجديدة المثير للجدل والَّتي لم تصمد روايتها المتزلِّفة 72 ساعة..
3ـ وهو أمر إيجابي في حدِّ ذاته، في انتظار توضيح مصدر صفقة السَّيَّارات الجديدة "هوندا" ومصدرها، إن كان مرسوم الميزانَّة الرِِّئاسي بَذَخِيَّة لفائدة الرِّئاسة وتقشُّفيَّة في حق الشَّعب، أو هِبَة يابانيَّة بمناسبة تنظيم الدَّورة الثَّامنة لمؤتمر التَّعاون الياباني الإفريقي "تيكادـ8"، أو؟؟؟
4ـ واختار رئيس الجمهوريَّة توظيف المؤسَّسة العسكريَّة في منعرج خطير وإدخال الجيش في السِّجال السِّياسي، لأوَّل مرَّة منذ الاستقلال، عبر إخراج مسرحيَّة فجَّة بمخاطبة العسكريِّين أمام عدسات الكاميرا وتسجيل إجاباتهم المطلوبة منهم مسبقا، في مسرحيَّة سخيفة، قام بتنظيمها الملحق المستشار الرِّئاسي الوليد الحجَّام لكل المهام "حوكي وحرايري القصر".. وهو ما يجعل رئيس الجمهوريَّة في موضع هشاشة سياسيَّة يظهر الاستقواء بالمؤسَّسة العسكريَّة في معاركه السِّياسيَّة، بعد تراجع سراب الدَّعم الشَّعبي بمؤشِّرات المقاطعة الشَّعبيَّة الواسعة لتعويذة "الاستشارة" الالكترونيَّة..
5ـ كما برز الملحق المستشار الوليد الحجَّام لكل المهام "حوكي وحرايري القصر"، متواضع الخيرة الدِّيبلوماسيَّة وعديم الخبرة السِّياسيَّة، في موقع الحظوة، مباشرة بعد رئيسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة ووزيرها للدِّفاع وقادة الجيوش، في قطع خطير مع نواميس الدَّولة الَّتي تقضي ببقاء المستشارين والمكلَّفين بمهام وراء المسؤول وليس في صف القيادة السِّياسيَّة للبلاد... ممَّا يحوِّل مركز القيادة السِّياسيَّة في البلاد من مجلس الوزارء وحكومة الرَّئيس للتَّدابير إلى الدِّيوان الرِّئاسي المشلول بقيادة الملحق الوليد الحجَّام لكل المهام "حوكي وحرايري القصر" وزميله نوفل هديَّة مدير التَّشريفات رئيس الحجابة الرِّئاسيَّة وصاحب صاحب البريد والعالم بخفايا الأيادي الخلفيَّة الخفيَّة المتسلِّلة لقصور الدَّولة لتقويض أركان الدَّولة من الدَّاخل..
6ـ إهانة رئيسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة ووزير دفاعها من طرف مستشاريْ القصر بالإشارة عليهما، بحركة مُهينة، للخروج من الطَّابور والهرولة ثلاث مرَّات، حتَّى يكونا في استقبال رئيس الجمهوريَّة عند الوصول في مدخل مقام الشُّهداء، وعن المقام وعند المغادرة في مخرج المقام...
7ـ كشف تزلُّف وخواء الوالي شَهَر نفسه "ستالين" وفراغه السِّياسي، عبر إهانته للشُّهداء البررة شهداء أفريل 1938 والاستفسار عن صحَّة "الجرحى" في حضرتهم بعد 84 عاما من ارتقائهم شهداء لا يموتون بل أحياء عند ربِّهم يرزقون... وعبر سخافة التَّزلُّف المقيت: "سيِّدي الرَّئيس، مواطني تونس يُقرؤُنك السَّلام" (..)... في حين لم يكلِّفه أحد ب"إقراء" السَّلام ولا بنشر الذَّبائح والولائم... وليس من مهام والي الجمهوريَّة "إقراء" السَّلام لخليفة المؤمنين... بل كان ذلك سلوك الخلفاوات والقيّاد الَّذي ألغته أوَّل حكومة بعد الاستقلال المجيد، بالأمر العلي يتعلَّق بالقانون الأساسي لسك الولَّاة والمعتمدين (المصالح الخارجيَّة لوزارة الدَّاخليَّة) المؤَرَّخ في 21 جوان 1956 بقرار من الزَّعيم الرَّاحل الحبيب بورقيبة الوزير الأكبر وباقتراح من وزيرنا للدَّاخليَّة سي الطَّيِّب المهيري آنذاك وبختم الباي والَّذي ألغى سلك الخلفاوات والقيَّاد وأرسى سلك الوُلَّاة والمعتمدين العتيد.. وهذا السُّلوك للتَّزلُّف "السّْتاليني" يقدِّم صورة عن مخاطر المشروع السِّياسي الفوضوي الَّذي يدفع إليه شق الوالي شهر نفسه "ستالين" وزوجته سنية شهرت نفسها "ماركس" حينا و"روزا لوكسمبورغ" أحيانا وثالث الثَّلاثة شهر نفسه "لينين" ومخاطر "السَّير للورى زَقَّفُونة" وإحياء السُّلوك والممارسات المقيتة ل"الخلفاوات" و"القيَّاد" الَّتي قطع معها الشَّعب منذ تحرير البلاد من الاستعمار وانتصاب دولة الاستقلال وإعلان الجمهوريَّة..
8ـ إصرار الإعلام الرئاسي والحكومي المُفَسْبَك والمَتَلْفَز والمُرَدْوَن على إبراز رئيس الجمهورية في لحظات الإسفاف والاسهال الفهلوي الذي يسيء لسمعته ولوظيفته وللدَّولة ولتونس، في نقل ما رواه مخاطبا رئيسة حكومة الرئيس للتَّدابير الاستثنائية: "بيرم التونسي رأى في المنام برلمانا في باردو، ولكن ايقظه بائع الفطائر على السَّاعة السَّادسة صباحا" (..)... أوَّلا لا شيء يثبت رواية رئيس الجمهوريَّة ولا دقَّة الاحداث الَّتي رواها على عادته في انتقائيَّة الذَّاكرة واختلاطها في ذهنيَّته المشوَّشة بفعل الإغراق في إدارة صغار وصغائر شؤون الإدارة بدل المديرين والوزراء على حساب العزوف عن كبار شؤون الدَّولة وسامي الوظائف المحمولة عن منصبه السَّامي.. ثانيا: ما هي العبرة والمقصود ومحل الشاهد من هذا الاستشهاد؟ وما هي الغاية من نشره في الذكرى الرابعة والثمانين لعيد الشهداء الذين سقطوا من أجل "برلمان تونسي" ومن أجل "حكومة وطنية" تكون "مسؤولة أمام البرلمان"، وتحت سلطان التدابير الاستثنائية التي علَّق بموجبها رئيس الجمهورية البرلمان ثم قرر حلَّه جملة وتفصيلا، لأوَّل مرَّة في تاريخ البلاد، وفي وقت قلَّ فيه طحين الدَّقيق والخبز وأغلقت المخابرز من ندرة طحين الدَّقيق وشحَّت فيه الفطائر؟؟؟