" الزّهمُولية"

هي فرقة كلامية اسقطها الشهرستاني ولم يذكرها في " المِلل والنّحَل"، وذلك لأنها، وان كانت تشتركُ مع الفرق الكلامية في الدفاع بواسطة " الأقاويل المُغالطية" ،الا انها لا تستجيب للتعريف الذي قدمة الفارابي للكلام وهو " الدفاع عن العقائد الايمانية باستعمال اقاويل مغالطية"، وذلك لأنها لا تدافع عن عقيدة وانما عن " زهمولة"، ومنها اخذت اسمها.

والزهمولة - اعزّك الله- شيئ ما او موجود او هيولى كل ما فيها هي انها مُعادية لخصمك. ولا تكونُ زَهمُوليا حقيقيا كامل الاوصاف حتى تتصِفَ بالنُّعْرَةِ والتّذامر والاستماتة دون الزهمولة او تهلك دونها.

فاذا قدّر الله ان ذهبت الزهمولة الي مؤتمر هدفه جلب الاستثمار الي تونس ثم قالت- لحكمة لا تطالها افهام الجمهور- " ان مناخنا لا يُشجع على الاستثمار" اياك ان تسأل " اي معنى اذا لذهابه؟"يعني: ذاهب لمؤتمر استثمار وانت مناخك طارد له لتقول ماذا؟ ماتجوناش؟

والزهمولية ايضا درجات ونظام هرمي وحلقات: مُنتِجو الاقاويل، ومروّجوها ومستهلكوها والكل يسبحُ في فلك الحسن الصبّاح وقلعة آلاموت. من هذه الاقاويل: الناس الكل تعرف ان عندنا فساد.. والديوانة في المطار تسرق.. والسفراء يعرفوا". واياك ان تقول " ولكن ان يعترف رئيس الدولة بذلك شيئ اخر تماما" يعني ، جيشنا ضعيف ولا نملك اي طائرة مقاتلة حديثة والسلاح الذي يستعمله جيشنا هو " الشتاير" المخصصة لاصطياد الثعالب والخنازير وبعد دقيقة عليك الانتظار حتى تبرد الصبطانة.. يقوم الرئيس يعترف بذلك امام العالم؟

غير ان الراسخون في الزهمولية قالوا " لقد قال الحقيقة"، وماهي مصلحة تونس المباشرة في ذلك؟ يعني عندما لا يأتي الاستثمار سوف يجوع الصالح والطالح ويهرب الفساد؟

وبعض الظرفاء الزهموليون وجدوا تصريحا للباجي واستندوا اليه للتدليل على ان مُرشد الثورة لم يخرج عن سُنّة الباجي في التزليط، وهذا علم قائم بذاته لدى الزهمولية، لا يُدرِكه الا من فتح الله قلبه للعلوم الزهمولية والاشراقات الاخشيدية، وهو يُسمى عند " الشباب"بعلم تبرير التزليط بالتخضريط".

وامر الله يقضيه الله.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات