لماذا صنعوا من الحمقى والتافهين والمنحرفين مشاهيرا ونجوما طيلة السنوات الأخيرة : علاش ؟

ساهل ياسر، هذه سمّاها محمد عابد الجابري إرادة " تسطيح وعي الشعوب". معناها الشعوب تولّي مسطّكة.. وسمّاها علي شريعتي " استحمار الشعوب" معناها تنتشر البهامة والاستبهام بطريقة غير مسبوقة اقتداء بالمشاهير.

وخلص الباحث الأمريكي بيترجي كاتزنشتيان بأن هؤلاء يهيؤون الشعوب لاستقبال الجرعة الثقيلة من الإجرام ..إجرام العصابات والمافيات و اللوبيات التي بإمكانها مراكمة الثروة على أنقاض شعب سطحي الوعي وقادة رأي متواطئين مع أرباب المال…

لأنه كلما صنعت شعبا فارغا عقليا وقادة الرأي فيه (المشاهير) مجرّد حمقى سطحيين يمكن سرقته واستغفاله كما تريد...على قاعدة اعطني شعبا غبيا لأسرقه وأغشه وأتلاعب به حسب مصالح فئة من الناهبين.

الخطورة حسب الباحث الأمريكي هي أنه هذا الشعب الذي سيقوده التافهون و يتعرض للتسطيح في الوعي قد يصل الى مرحلة يرجع فيها إلى السلوكات الحيوانيّة المتوحشة كيف النهب والعنف والقتل والمخدرات وكل أشكال الانحراف والجريمة لأنه ما عندوش بوصلة وماعندوش قادة رأي أذكياء .

والأكثر خطورة أن ذئاب العصابات سيظهرون بوجوه مكشوفة في الأزمات الكبرى للدفاع عن مصالحهم ويجمعوا غنائم حرب التفاهة ..فيخرج أباطرة الحروب لجمع الغنائم مثلما يخرج أباطرة الأوبئة لبيع الدواء الفاسد …

هذا الكل علاش يصير يقول القايل ؟

إدوارد سعيد قال راو ما ثمّاش حتى شي يتعرض في الثقافة وفي الإعلام ويكون مركّز ومكثّف من غير ما تكون وراه عملية سطو على ذلك الشعب عن طريق المشاهير الحمقى والأغبياء ولخص كل شي في الجملة هذه .

" إنّ آلة تدمير الشعوب وتفتيتها لا تتحرّك مطلقا قبل أن يكمل جنود الفكر وصنّاع الرأي مهمّتهم" ....


*غـفــران حســـايـنـي : إعلامي وباحث في الحضارة والإسلاميات

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات